قسم الأسرةباب النكاح

مظاهر العرس المعاصرة

المسألة رقم 143

العناوين المرادفة

• لبس الثوب الأبيض والطرحة ليلة الزفاف.
• زفة العروس.

صورة المسألة

شاع في المجتمعات الإسلامية أن يكون للمرأة ليلة زفافها هيئة معينة، كلبس الثوب الأبيض الطويل،ولبس الطرحة، وحمل الزهور، والمشي بين النساء بطريقة محددة مع مصاحبة الأطفال وإشعال الشموع، وقد تقوم برمي الزهور عند مغادرة مكان العرس لتلتقطه النساء إلى غير ذلك من الطقوس والترتيبات الخاصة بالعروس.
فما حكم هذه المظاهر؟ وهل يسع المسلمات فعلها لتفشيها وشيوعها؟

حكم المسألة

مظاهر العرس المعاصرة متجددة وغير محصورة،ولذلك يمكن تحرير محل النزاع في حكمها في الآتي:

– اتفق الفقهاء المعاصرون على أن الأصل في مظاهر العرس الإباحة؛ لأنها من قبيل العادات، ما دامت في إطار الضوابط الشرعية.

وأما إذا كان في شيء منها مخالفة للشريعة كأن يكون فيها تشبه بالكفار، أو إسراف وتبذير، أو كشف للعورات، أو اختلاط للرجال بالنساء، أو الموسيقى ونحو ذلك فحكمها حينئذ التحريم.

 

– اختلف الفقهاء في بعض هذه المظاهر الوافدة لاختلافهم في تحقق سلامتها من المحاذير السابقة؛ وخصوصاً التشبه على اتجاهين:

الاتجاه الأول: يباح للمرأة لبس الثوب الأبيض مع الزينة التابعة له ليلة زفافها (على ألا يكون عارياً يبدي مفاتنها، وعلى ألا تظهر به أمام الرجال الأجانب، وعلى ألا يكون فيه سرف كما سبق).

وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية،والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله –، وعلى هذا فتوى موقع الإسلام سؤال وجواب، وموقع إسلام ويب.

أدلة الاتجاه الأول:

1) أن جميع المظاهر المستحدثة في ليلة الزفاف هي من أمور العادات التي لم تكن معروفة في عهد النبي ﷺ والأصل فيها الإباحة ما لم يكن فيها مخالفة للشرع ولا تفويت لمصلحة ولا جلب لمفسدة.

2) أن هذه المظاهر وإن كانت من عادات النصارى، إلا أنها انتشرت وصارت من العادات الغالبة في بلاد الإسلام فانتفى فيها التشبه فلا تمنع إذ الحكم يدور مع علته وجوباً وعدماً.

3) أن النبي ﷺ كان يلبس لباس قومه، ولبس البرانس، وهي من لباس الرهبان في الأصل ثم شاعت وانتشرت ولم تعد شعاراً لهم.

4) أن ضابط التشبه بالكفار هو أن يكون الشيء شعاراً لهم بحيث لو رأى الناس من يلبسه نسبوه للكفار مثل طاقية اليهود ولباس الرهبان والصليب.

ومن يرى هيئة المرأة ليلة زفافها لا يقول ذلك، فزال التشبه.

المناقشة:

أن التشبه يزول بالانتشار فيما هو من قبيل العادات، وأما ما كان مرتبطاً بعقيدة الكفار فيبقى على تحريمه وإن انتشر.

 

الاتجاه الثاني: يحرم على المرأة لبس الثوب الأبيض والزينة التابعة له؛ من طرحة ومسكة ورد ونحوها مما يفعله الكفار.

وبهذا أفتى الشيخ عبدالله بن جبرين – رحمه الله –، وذهب لذلك بعض الباحثين المعاصرين.

أدلة الاتجاه الثاني:

1- أن مظاهر العرس الوافدة – المذكورة – هي من فعل الكفار المرتبط بعقيدتهم (فالبياض في الثوب رمز للطهر، والطرحة رمز للعفة، ومرافقة الأطفال ترمز للخصوبة) ومشابهة الكفار فيما له أصول في دينهم محرم.

2- أن التميز عن الكفار والابتعاد عن موافقتهم مطلوب شرعاً.

3- أن جنس مخالفة الكفار والتميز عنهم أمر مقصود شرعاً.

4- أن التلبس بهذه الهيئة طيلة العرس ذريعة للتشبه، والشرع جاء بدرء المفاسد.

5- أن ما دار بين الحرام والمكروه فيبنى على تحريمه ويجتنب، وما دار بين المكروه والمباح يبنى على كراهته ويترك؛ اتقاء للشبهات واستبراء للدين.

المراجع

– تأملات ووقفات مع بعض مظاهر العرس، د. فاطمة بنت محمد آل جار الله (ملتقى أهل الحديث) www.ahlalhdeeth.com .
– الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز، حكم لبس الفستان الأبيض والطرحة البيضاء ليلة الزفاف، الحكم على أمور مخالفة تحدث في ليلة الزفاف.binbaz.org.sa
– موقع الإسلام سؤال وجواب (12853). islamqa.info
– الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى نور على الدرب 28/59 – 60 alifta.net
– موقع إسلام ويب، مركز الفتوى (19106) (53401) (68293) (45779) (15133). fatwa.islamweb.net
– الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبدالمعز محمد علي، فركوس (488). Ferkous.com
– موقع الشيخ ابن جبرين (5078) أسئلة خاصة بالزفاف ibn-jebreen.com
– تفريع أشرطة فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني، ما حكم مسكة الورد من بعض النساء بين النساء؟ alalbany.me
– منتدى الإرشاد للفتاوى الشرعية. al-ershaad.net
– فتوى الشيخ عبدالرحمن السحيم (حكم مسكات الورد وفساتين العرائس التي لها ذيل طويل).
– موقع طريق الإسلام، خالد عبدالمنعم الرفاعي (حكم الزفة في الشرع). Ar.islamway.net.fatwa

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى