قسم الأسرةباب النكاح

حقن (الفيلر)

المسألة رقم 142

العناوين المرادفة

• أحكام حقن التعبئة التجميلية.
• إزالة التجاعيد عن طريق الحقن.
• استخدام حقن البلازما والكولاجين ونحوها.
• نفخ الشفتين والخدين بالحقن.
• علاج البشرة بالفيلرز.

صورة المسألة

تعددت الطرق الحديثة لتجميل الوجه وتحسين البشرة وإزالة التجاعيد، وسبق الحديث في حكم استخدام المواد التي يرتكز عملها على العضلات والأعصاب (البوتوكس)، والمراد في هذه المسألة بيان نوع آخر من أنواع الحقن التجميلية، وهي التي تعتمد تقنية التعبئة Filler) ) وذلك باتخاذ إجراء غير جراحي لملء الأماكن الضعيفة تحت الجلد بمادة منبهة شبه سائلة أو شحمية تملاً الفراغات في الجسم كالخدود والخطوط حول الفم ومنطقة الذقن وغير ذلك وتتعدد المواد فمنها ما هو ذاتي يؤخذ من الجسم نفسه، ومنها الخارجي، والخارجي قد يكون حيوانياً وقد يكون مصنعاً، وقد تبقى في الجسم بشكل دائم وقد تكون مؤقتة وتذوب خلال عدة أشهر.
ومن أشهر الحقن المعروفة اليوم:
1) الهيالورونيك: وهي مادة مصنعة شبيهة بالحمض الموجود في الطبقة التي تعطي البشرة مظهراً متماسكاً وممتلئاً ثم تنخفض كميته مع التقدم في العمر، ونسبة أمانه عالية، ويبقى تأثيره من 6 أشهر إلى سنة ونصف تقريباً.
2) الكولاجين: وهو بروتين بقري يشابه مادة موجودة في الجسم، وتختبر حساسية الجسم قبل حقنه ويستخدم لإزالة التجاعيد، وقد يسبب بعض التحسس أو الالتهابات.
3) الميزوثيراني: كان استخدامه علاجياً لأمراض الأوعية الدموية والروماتيزم وإصابات الرياضة ثم توسع استخدامه ليشمل نضارة البشرة وشد التجاعيد وإذابة الدهون.
4) البلازما، حيث يتم سحب عينة من دم المريض ثم توضع في جهاز خاص يفصل البلازما الغنية بالصفائح الدموية عن كريات الدم الحمراء، ثم يحقن البلازما بعد معالجته في المواطن المحددة ليتم تنشيط خلايا الجلد، وإعادة الحيوية لها من جديد.
وما ذكر هي أمثلة لأشهر ما يتم الحقن به اليوم، وباب التجميل متجدد والتطور فيه متسارع.

حكم المسألة

حقن (الفيلرز) تترك مادة تحت الجلد تعمل على تغيير شكله الخارجي والذي عليه المعاصرون أن حكمها يختلف باختلاف الهدف من استخدامها:

أ- فإن كان الهدف من الحقن إزالة عيب يتضرر به الشخص أو يشوه صورته ويجد مشقة في تركه، فيباح الحقن حينئذ سواء أكان العيب من أصل الخلقة أو كان حادثاً وناشئاً عن إصابة مع أمن الضرر.

الدليل على ذلك:

– حديث عرفجة بن أسعد رضي الله عنه قال: “أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذت أنفاً من ورق، فأنتن علي فأمرني رسول الله ﷺ أن أتخذ أنفاً من ذهب”. [أخرجه أبو داود (4232) والترمذي (1770 وحسنه، والنسائي (5161) وقال في نصب الراية 4/236: “وفي الباب أحاديث مرفوعة وموقوفة”].

وجه الدلالة: أمر النبي ﷺ بعلاج التشوه بالذهب، رغم تحريمه على الرجال دليل على إباحة علاج تشوهات الجسد، و(الفيلرز) لإزالة العيوب داخلة في هذا.

 

ب- إن كان الهدف من الحقن خلاف ذلك –إزالة العيب- كأن يكون لغرض زيادة الحسن والتجمل، أو مجرد العبث والتقليد، أو كان للتدليس والغش، أو من قبل كبار السن، فإنه حينئذ يكون محرماً.

قال الله سبحانه حكاية عن الشيطان وما تعهد به من طرق لإغواء الناس: ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (١١٩)) [النساء].

وقال عليه الصلاة والسلام: “لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله”. [البخاري (4886) مسلم (2125)].

وجه الدلالة: دلت الآية والحديث على التنفير من تغيير أصل الخلقة ولو كان الباعث له طلب الحسن والجمال إذ فيه اتخاذ للشيطان واستحقاق للعن، وحقن الوجه بمواد خارجية داخل في تغيير أصل الخلقة المعهودة، إضافة إلى ما في متابعة هذه الطرق المتجددة من إضاعة للمال والوقت وتعريض النفس للضرر.

وبخصوص حقن البلازما، فلا حرج فيها بالشروط السابقة (وإن كانت من الدم) إذ نقل دم الإنسان من موضع إلى موضع آخر في جسده مباح.

 

الملاحق :

مجمع الفقه الإسلامي:

جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثانية عشرة عام 1428هـ بشأن الجراحة التجميلية ما نصه:

“لا يجوز إزالة التجاعيد بالجراحة أو الحقن ما لم تكن حالة مرضية شريطة أمن الضرر”.

وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم 26 (1/4):

أولاً: يجوز نقل العضو من مكان من جسم الإنسان إلى مكان آخر من جسمه، مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها وبشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود أو لإعادة شكله أو وظيفته المعهودة له أو لإصلاح عيب، أو إزالة دمامه تسبب للشخص أذى نفسياً أو عضوياً.

ثانياً: يجوز نقل العضو من جسم إنسان إلى جسم إنسان آخر، إن كان العضو يتجدد تلقائياً، كالدم والجلد ويراعى في ذلك اشتراط كون الباذل كامل الأهلية، وتحقق الشروط المعتبرة.

المراجع

– الجراحة التجميلية عرض طبي ودراسة فقهية، د. صالح بن محمد الفوزان، دار التدمرية، الرياض، ط1، 1428هـ/2007م، ص243 – 268، 342 – 353.
– موقع الإسلام سؤال وجواب (193311) (273826) islamqa.info
– موقع الإسلام ويب، مركز الفتوى (51646) (126316) (54668) (282343) (317119) fatwa.islamweb.net .
– الحكم الشرعي لاستخدام البوتكس، رجاء بنت صالح باسودان، الملتقى الفقهي، موقع رسالة الإسلام figh.islammessage.com
– أحكام الحقن التجميلية، د. عبدالعزيز بن صالح الفوزان.
– حكم استخدام البوتكس في الوجه، د. يوسف الشبيلي، موقع طريق الإسلام. Ar.islamway.net
– الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الإمارات العربية المتحدة (حكم إزالة التجاعيد في الجراحات التجميلية) لا يجوز إلا لضرورة علاجية شرط أمن حصول الضرر، رقم الفتوى (4582).
– شبكة يسألونك الإسلامية، استعمال حقن البوتكس في عمليات التجميل وإزالة تجاعيد الوجه، فضيلة الشيخ أ.د حسام الدين عفانة.
– قرار بشأن الجراحة التجميلية وأحكامها، الدورة الثامنة عشرة في ماليزيا، 1428هـ/2007م. موقع مجمع الفقه الإسلامي الدوليiifa-aifi.org .
– قرار بشأن انتفاع الإنسان بأعضاء جسم إنسان آخر حياً كان أو ميتاً. موقع مجمع الفقه الإسلامي الدولي iifa-aifi.org .

مسائل ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى