جرت العادة في بعض بلاد المسلمين وضع صور الرؤساء والملوك والأمراء والشخصيات المؤثرة في تاريخ البلد في أماكن بارزة في المكاتب والممرات، وبخاصة في الدوائر الحكومية، وقد يتعذر على المصلين إيجاد مكان للصلاة يخلو من هذه الصور، فهل يؤثر ذلك في حكم صلاتهم؟
الواجب على المسلم في مثل هذه الحالة أن يتحرى المكان الذي يخلو من الصور للصلاة فيه، فإن تعذر إيجاده وصلى في مكان فيه صور من ذكر فصلاته صحيحة، وقد صدر في هذا الموضوع فتوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء([1])، ونصها مع السؤال:
س: إننا منذ سنوات في إحدى الدوائر الرسمية وقد خصص لنا إحدى صالات التوزيع في المبنى الذي نعمل فيه، نصلي فيها جماعة وقت وجودنا بالعمل، ومنذ مدة وضع في الجدار الأمامي اتجاه القبلة عدد من الصور الكبيرة لشخصيات كبيرة، وتحرجنا كثيرا من وجود هذه الصور أمامنا في الصلاة فما رأيكم في نصب الصور في المكان المخصص لصلاة المسلمين منذ زمن، وهل نستمر في الصلاة مع وجودها؟
ج: الصلاة صحيحة، ولا حرج عليهم إن شاء الله في ذلك إذا كانوا مضطرين للصلاة في المكان المذكور لعدم وجود مسجد قريب منهم، ولكن يجب عليهم أن يبذلوا وسعهم مع المسئولين لإزالة الصور من هذا المكان، أو إعطائهم مكانا آخر ليس فيه صور؛ لأن الصلاة في المكان الذي فيه الصورة أمام المصلين فيه تشبه بعباد الأصنام، وقد جاءت الأحاديث الكثيرة دالة على النهي عن التشبه بأعداء الله والأمر بمخالفتهم، مع العلم بأن تعليق الصور ذوات الأرواح في الجدران أمر لا يجوز بل هو من أسباب الغلو والشرك، ولا سيما إذا كانت من صور المعظمين. ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله.
([1]) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (6/254) الفتوى رقم (1874).
1. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
2. القول المبين في أخطاء المصلين، لمشهور حسن سلمان ص(68).
3. مجلة البحوث الإسلامية، العدد: 84، عام 1429 هـ.