تعارض الدراسة مع النكاح

– الأصل أنه لا تعارض بين الدراسة والنكاح، وأنه يمكن الجمع بينهما، ولو استدعى ذلك اشتراط إتمام الدراسة في عقد النكاح.

– وأما إذا تعذر الجمع لأي سبب كان، أو أراد الإنسان إيثار أحدهما على الآخر لفترة معينة فإن إيثار النكاح أولى مع القدرة عليه والرغبة فيه استحباباً، ووجوباً عند خشية الوقوع في الحرام باتفاق الفقهاء المعاصرين.

الأدلة على ذلك:

1) قول الله تعالى: ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) [النور: 32].

وقول النبي ﷺ : “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج…”. [متفق عليه (البخاري 1806 – 5066، ومسلم 1400)].

وقوله: “إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه”. [الترمذي (1084)].

وجه الدلالة: في هذه النصوص الحث على النكاح وخصوصاً من الشباب حال الاستطاعة الجسدية والمالية مما يؤكد آكدية المبادرة بالنكاح مع القدرة عليه.

 

2) أن الزواج أمر فطري، ومطلب شرعي يخشى من تركه أو تأخيره الفتنة والوقوع في الزلل، بخلاف الدراسة فلا ضرر بتأخيرها في الغالب.

 

3) أن القوة الجسمية، والاستعداد البدني، والجمال الطبيعي، أمور ترغب في النكاح وتدفع إليه، وأوجها وتكاملها أوانه مرحلة الشباب، ثم تبدأ بالأفول، بخلاف الدراسة فاعتمادها على الاستعداد العقلي والنضوج الفكري وهذا مما يتكامل ويزداد مع تقدم العمر.

 

4) أن اغتنام الزواج بصاحب الدين والخلق أنفع من الشهادات والمناصب الدنيوية.

 

ويستثنى مما تقدم:

1- الدراسة فيما قبل مرحلة البلوغ، فهي المقدمة، لعدم الاستعداد الفطري للنكاح حينئذ.

2- العلم الضروري الذي لا يعذر المسلم بجهله، فيلزم تعلمه ولو أدى لتأخير النكاح قليلاً.