قسم الفقه الطّبيباب الطب التجميلي

تجميل الشعر

المسألة رقم 35

صورة المسألة

خلق الله شعر الرأس وجعل فيه منافع ومصالح,منها وقايته من الحر,والبرد,والمرض,ومنها الزينة والحسن,ويعد شعر الرأس من أهم السمات الجمالية للرجل والمرأة.
وقد يتعرض شعر الرأس للتساقط لأسباب متعددة,فقد يكون سببا وراثيا يؤدي إلى الصلع عادة عند الرجال.
وقد يكون سببا مرضيا عارضا أو دائما بحسب مدى تأثر بصيلات الشعر بالمرض,ومن ثم قد يحتاج الأمر إلى تجميله بالزرع الطبيعيأو الصناعي.
فزراعة الشعر الطبيعي تعتمد على نقل الشعر من منطقة مشعرة إلى منطقة صلعاء.
وأما زراعة الشعر الصناعي فهي تعتمد على حقن الشعر بألياف صناعية في المناطق الصلعاء,ويستخدم في الظروف الاضطرارية فقط,مثل الصلع الكامل حيث لا توجد منطقة مانحة للزراعة الطبيعية.

حكم المسألة

حكم تجميل الشعر بالزرع:

أ.زراعة الشعر الطبيعي:

اختلف الفقهاء في حكم زراعة شعر الرأس إلى اتجاهين:

الاتجاه الأول:جواز ذلك.

واستدل أصحاب هذا الاتجاه بما يلي:

  1. ما جاء في قصة الثلاثة من بني إسرائيل وفيها أن رسول الله ﷺ قال:” إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، بدا لله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأقرع، فقال:أي شيء أحب إليك؟قال:شعر حسن،ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس، قال: فمسحه، فذهب عنه قال:وأعطي شعرا حسنا “. أخرجه البخاري (ح 3464)،ومسلم (ح 7620).

ووجه الدلالة من هذا الحديث يتمثل في عدم الإنكار على الأقرع في طلب الشعر الحسن، وزوال العيب والتشوه،وأن عدم وجود الشعر عيب يسبب نفرة الناس، وحصول الضرر النفسي للأقرع،كما أن فيه بيان عظيم نعمة الله تعالى في إعطاء الشعر الحسن، فلا مانع من بذل كل مايمكن لتحصيل هذه النعمة، مالم يكن في ذلك محذور شرعي.

  1. أن زراعة الشعر علاج للصلع، وهو عيب حسي ومعنوي، فالحسي ما يجده من الألم في الرأس بسبب فقد الشعر،والمعنوي ما يحس به من نقص خلقته، وازدراء في قلوب الناس،وهذا يعود عليه بالألم النفسي والرغبة في الانزواء عن الناس.

وهذا موجب للترخيص بفعل الجراحة لأنه حاجة، فتنزل منزلة الضرورة إعمالا للقاعدة الفقهية-الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة أو خاصة.

 

الاتجاه الثاني: المنع من ذلك.

واستدل أصحاب هذا الاتجاه بما يلي:

حديث عبد الله بن مسعودtقال:(لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات،والمتفلجات للحسن، المغيرات لخلق الله، ومالي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ ). أخرجهالبخاري (ح 4886)، ومسلم (ح 5695).

ووجه الدلالة: أن زراعة الشعر نوع من الوصل المنهي عنه شرعًا، كما أن فيه تغييرًا لخلق الله عز وجل فيحرم.

ب.زراعة الشعر الصناعي:

أثبتت التجارب أن زراعة الشعر الصناعي لم تحظ بالنجاح المنشود؛لأنها تسبب ضرراومضاعفات تهيج فروة الرأس، لهذا ذهب أكثر الفقهاء المعاصرينإلى عدم جوازهالمايلي:

  1. أن زراعة الشعر الصناعي شبيهة بوصل الشعر،فالشعر الصناعي يبقى كما هو ولا ينمو، ولا يمكن قصه وحلقه، وفيه تتحقق بعض علل النهي عن الوصل: كالتدليس وتغيير الخلق.
  2. ما يسببه الشعر الصناعي من ضرر يكمن في تهيج فروة الرأس وعدم قابلية الجسم لهذا العنصر الغريب مما يستدعي استعمال الأدوية المحتوية على الكورتيزون، وهي مادة ضارة بالجسم، وقد جاء الشرع بالنهي عن الإضرار بالنفس.

ولكن أجاز بعض المعاصرين، ومنهم الشيخ ابن عثيمين، زرع الشعر الصناعي إذا أمكن تلافى الأضرار الناتجة عنه,ولم تكن هناك وسيلة أخرى لإزالة الصلع بناء على ما ذكره بعض الفقهاء من جواز الوصل,واستعمال الباروكة لمن أصيب بالقرع لأنه من إزالة العيب وليس من طلب زيادة الحسن والجمال خاصة إذا ترتب على الصلع أذى نفسي,لم يمكن إزالته إلا بزراعة الشعر الصناعي بشرط ألا يكون مصنعا من مواد نجسة.

 

المراجع

1- الجراحة التجميلية، عرض طبي ودراسة فقهية مفصلة، د.صالح بن محمد الفوزان، دار التدمرية، الرياض،ط.1، 1428.
2- زراعة الشعر وإزالته، أحكام وضوابط شرعية، د.خالد بن علي بن محمد المشيقح،بحث منشور في ندوة العمليات التجميلية بين الشرع والطب، 1427، وزارة الصحة، المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض، إدارة التوعية الدينية.
3-العمليات التجميلية، إبراهيم بن أحمد بن محمد الشطيري، بحث منشور في مجلة السجل العلمي لمؤتمر الفقه الإسلامي الثاني، قضايا طبية معاصرة،جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المجلد الثالث، 1431.
4-زراعة الشعر وإزالته أحكام وضوابط شرعي، د.سعد بن تركي الخثلان، بحث منشور في ندوة العمليات التجميلية بين الشرع والطب، 1427، وزارة الصحة، المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض، إدارة التوعية الدينية.
5-فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين، إعداد وترتيب: أشرف بن عبدالمقصود، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع بالرياض
6-أحكام تجميل النساء في الشريعة الإسلامية، د. ازدهار المدني، دار الفضيلة، الرياض، ط1.

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى