قسم الفقه الطّبيباب التداوي

العلاج بالطاقة

المسألة رقم 108

العناوين المرادفة

• العلاج بالكي (في الصين).
• العلاج بالبرانا (في الهند).

صورة المسألة

يقوم العلاج بالطاقة في الأصل- عند معتقديه- على مبدأ وجود قوة تولدت من العدم وتسببت هذه القوة في الوجود.
ومع مرور الزمن انقسمت هذه القوة إلى قوتين هما: ال(ين) وال(يانخ).
ومن خلال تفاعل هاتين القوتين تولدت العناصر الخمسة وهي: الماء، والتراب، والهواء، والمعدن، والنار.
كما يقوم العلاج بالطاقة على أساس أن لجسم الإنسان المحسوس هالة تحيط به، وتتكون من سبع طبقات، لكل منها لون مخصص تعرف بالأجسام السبعة.
ترتبط الأجسام السبعة هذه بسبعة مراكز للطاقة في جسم الإنسان تسمى بـ(شاكرات) والتي يمكن بواسطتها شحن الطاقة في هالة المريض، ثم انتقالها إلى الجسم المادي عبر مسارات الطاقة.
سبب المرض عند ممارسي العلاج بالطاقة:
هو قلة الطاقة، أو عدم توازنها في الجسم، أو انسداد مساراتها.
واتزان الطاقة في جسم الإنسان سبب الحصول على الصحة والشفاء.
طريقة العلاج بالطاقة:
تتم معالجة المرض عن طريق استقطاب الطاقة الكونية وشحنها في هالة المريض من خلال مراكز الطاقة، فتجري في الجسم عبر مسارات الطاقة بما يحقق توازنها في الجسم، فينتج عن ذلك تحسن أوضاع المريض الصحية والنفسية والروحية.
أنواع العلاج بالطاقة:
للعلاج بالطاقة أنواع متعددة، تختلف باختلاف طرق استقطاب الطاقة الكونية وشحنها في جسم المريض.
وأشهرها ما يلي:
الريكي، واليوغا، ونظام الماكرو بايوتيك، والألوان، والأحجار الكريمة.
وجميع هذه الأنواع العلاجية المذكورة وغيرها مما لم يذكر تقوم على نفس الفكرة.
فالداء: عبارة عن اضطراب توازن طاقات الإنسان.
والدواء: إعادة التوازن عن طريق جذب الطاقة إلى الجسم لتحقيق التوازن، ومن ثم الشفاء. واختيار نوع دون غيره –بزعمهم- لأن الطاقة المحتاج إليها موجودة فيه دون غيره.

حكم المسألة

العلاج بالطاقة في حقيقته مبني على أسس عقدية منحرفة، ومخالفات شرعية لا يمكن الانفكاك عنها، وإن كان بعض ممارسي هذا النوع من العلاج يحاول إخفاء حقيقتها عن المتعالجين وبعضهم يحاول تخليصها مما يشوبها مدعياً أسلمتها، وهذا مستحيل؛ لأن ما يصادم العقيدة من التطبيقات العلاجية للطاقة إنما هو أصولها التي قامت عليه، فإن الله -سبحانه- جعل للمسببات أسباباً، والأسباب: مشروعة، وغير مشروعة.

فالمشروعة: ما ثبت بدليل شرعي: كالرقى والأدعية الصحيحة.

أو بدليل حسي: كسائر العقاقير والتي ثبت أثرها بمنهج علمي معتبر.

 

وما عداها من أسباب يبقى على المنع والتحريم، ومن ذلك: العلاج بالطاقة.

وبالتحريم صدرت فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وفتوى مركز الفتوى في موقع إسلام ويب، وموقع الإسلام سؤال وجواب، وموقع الإسلام اليوم.

ويستدل للتحريم بما يلي:

  • أن العلاج بالطاقة بأنواعه المختلفة يتضمن مخالفات عقدية إلحادية، كنسبة أصل الوجود إلى العدم، وإتحاد الذات الروحية مع الذات الإلهية، وتعلق المريض بغير الله، وإشراك غيره معه في الدعاء واعتماد النفع، وغير ذلك مما يقدح في العقيدة الصحيحة وينافيها.
  • أن العلاج بالطاقة يؤدي إلى الابتداع، وبيان ذلك فيما يأتي:

– تأويل بعض الوسائل العلاجية الثابتة شرعاً بمفهوم الطاقة كتأويل وضع الراقي يده على المريض بأنه شحن له بطاقة إيجابية.

– ابتكار وسائل للعلاج بالطاقة وإدخال السمة الدينية عليها، محاولة لإقناع الناس بها كالعلاج بطاقة الأسماء الحسنى، والعلاج عن طريق تفريغ الطاقة السلبية بالسجود.

  • – أن في العلاج بالطاقة تدليساً على الناس، وتغييباً لحقيقته، ويتمثل ذلك في عدة صور منها:

– تغيير المسميات وتبديلها كتسمية الطاقة الكونية بقوة الحياة.

– محاولة الاستدلال عليها بالنصوص وخلط الحق بالباطل.

– محاولة ربطها بالرياضة والتغذية أو الراحة؛ صرفاً للمتعالج عن الحقيقة التي تقوم عليها.

– تفسير النصوص وتأويلها بما يوافق مفهوم الطاقة؛ كتفسير قول الله -سبحانه-:﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات:49] (بالين واليانج)، وتفسير نور المؤمنين في قوله –تعالى-:﴿ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [التحريم:8]، وسواد وجوه الكافرين في قوله :﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ﴾ [الزمر:60]. بسبب تلون الهالة التي تحيط بهم.

  • أن في العلاج بالطاقة أكلاً لأموال الناس بالباطل؛ حيث إن المعالج بالطاقة يوهم المتعالج بالشفاء مقابل مبالغ طائلة، وقد قال –تعالى-:﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة:188].
  • حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: « أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه الحلقة؟ قال: هذه من الواهنة، قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً» [أحمد في المسند، رقم (20000)، وابن ماجه، رقم (3531) ، وحسّن البوصيري إسناده في مصباح الزجاجة 4/77].

فالرسول صلى الله عليه وسلم أمره بإزالتها ونزعها لعدم تحقق السببية فيها لا شرعاً ولا قدراً، ويلحق بها كل ما جعل سبباً وهو ليس بسبب لا شرعاً ولا حساً من جميع طرق العلاج بالطاقة.

 

 

الملاحق:

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن أسماء الله الحسنى وهل لها طاقة شفائية كبيرة لعدد ضخم من الأمراض.

“قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة»، ومنها الاسم الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، فأسماء الله جل وعلا لا يعلم عددها إلا هو وكلها حسنى، ويجب إثباتها وإثبات ما تدل عليه من كمال الله وجلاله وعظمته، ويحرم الإلحاد فيها بنفيها، أو نفي شيء منها عن الله، أو نفي ما تدل عليه من الكمال والجلال، أو نفى ما تتضمنه من صفات الله العظيمة، ومن الإلحاد في أسماء الله ما زعمه المدعو سيد كريم وتلميذه وابنه في الورقة التي يوزعونها على الناس من أن أسماء الله الحسنى لها طاقة شفائية لعدد ضخم من الأمراض، وبواسطة أساليب القياس الدقيقة المختلفة في قياس الطاقة داخل جسم الإنسان، اكتشف أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى طاقة تحفز جهاز المناعة للعمل بكفاءة مثلى في عضو معين بجسم الإنسان، وأن الدكتور إبراهيم كريم استطاع بواسطة تطبيق قانون الرنين أن يكتشف أن مجرد ذكر اسم من أسماء الله الحسنى يؤدي إلى تحسين مسارات الطاقة الحيوية بجسم الإنسان.

قال: والمعروف أن الفراعنة أول من درس ووضع قياسات لمسارات الطاقة الحيوية بجسم الإنسان بواسطة البندول الفرعوني. ثم ذكر جملة من أسماء الله في جدول، وزعم أن لكل اسم منها فائدة للجسم أو علاج نوع من أمراض الجسم، ووضح ذلك برسم لجسم الإنسان، ووضع على كل عضو منه اسمًا من أسماء الله. وهذا العمل باطل؛ لأنه من الإلحاد في أسماء الله، وفيه امتهان لها؛ لأن المشروع في أسماء الله دعاؤه بها، كما قال تعالى: ﴿فَادْعُوهُ بِهَا ﴾، وإثبات ما تتضمنه من الصفات العظيمة لله؛ لأن كل اسم منها يتضمن صفة لله عز وجل، ولا يجوز أن تستعمل في شيء من الأشياء غير الدعاء بها إلا بدليل من الشرع، والزعم بأنها تفيد كذا وكذا أو تعالج كذا وكذا بدون دليل من الشرع قول على الله بلا علم، وقد قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ فالواجب إتلاف هذه الورقة، والواجب على المذكورين التوبة إلى الله من هذا العمل، وعدم العودة إلى شيء منه مما يتعلق بالعقيدة والأحكام الشرعية”.

 

المراجع

– الطب البديل دراسة فقهية، د. هند السلمي، المركز الوطني للطب البديل والتكميلي ط1،1437هـ ص(383-409).
– حركة العصر الجديد مفهومها، ونشأتها، وتطبيقاتها، د. هيفاء الرشيد، مركز التأصيل للدراسات والبحوث، ط1، 1435هـ.
– موقع إسلام ويب، مركز الفتوى، فتوى رقم [8055] بعنوان: العلاج بالطاقة حقيقته وحكمه fatwa. Islamweb.net
– موقع الإسلام، سؤال وجواب، فتوى رقم [178938] بعنوان: حكم العلاج بالطاقة الحيوية. islamqa.info
– المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة، د. فوز كردي، على الموقع www.alfowz.com
– موقع الألوكة، المجلس العلمي، بعنوان: هل يجوز التداوي بالطاقة؟ majles.alukah.net
– موقع الشيخ محمد صالح المنجد، عنوان المقال: العلاج بالطاقة في ميزان الشريعة. almunjjid.com
– موقع الإسلام اليوم، الفتاوى، عنوان: دراسة علم الطاقة (الريكي) www.islamtoday.net
– مقال: الأصول الدينية لتطبيقات الاستشفاء والرياضة الوافدة من الشرق عبر الغرب، وخطورتها على معتقد الأمة، د. فوز كردي، مجلة المجتمع، العدد [1550].
– فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم [21802].

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى