قسم الفقه الطّبيباب الانتفاعات الطبية

الانتفاع بالمشيمة

المسألة رقم 18

العناوين المرادفة

استعمال المسيمة في العلاج.
استعمال مشيمة الإنسان في زراعة الأعضاء.

صورة المسألة

من الإنجازات العلمية التي تم اكتشافها في عام 2001م أن هناك مصدراغنيًا بالخلاياالجذعيةوهي (المشيمة)،ومن المعروف أن المشيمة يتم التخلص منها بعد الولادة مباشرةوالحصول منها على خلايا جذعية يعد الأسلوب الأمثل كمصدر لهذه الخلايا، لاسيما إذا احتفظ ببعض هذه الخلايا مجمدة من الإنسان؛ليستفيد منها في المستقبللعلاج مرض أصيب به في الكبر واحتاج إلى خلايا معينة، فيتم وقتها الاستعانة بهذه الخلايا المأخوذة أصلًا من مشيمة الشخص نفسه حتى يستفيد منها،وهنا لا يتعرض المستفيد لمشكلة رفض الجسم للعضو المزروع؛لأن الخلايا الجذعية في المشيمة تحمل المحتوى الوراثي نفسه للشخص المستفيد منها فهي جزء من خلاياه الجينية.
وكثيرًا ما تثار مسألة حكم التبرع بالمشيمة عند الولادة لمؤسسة أبحاث تعنى بأمراض الأطفال، يحتفظون بها مجمدة إلى أن يتم استعمالها عند الحاجة لخدمة طفل مريض، كمرضى السرطان، علمًا أن استعمال خلايا المشيمة علم حديث جدًا أثبت إمكانية هذه الخلايا بإنقاذ أرواح أطفال كثيرين من الموت عند تطابق الخلايا المستعملة.

حكم المسألة

أجاز مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثالثة عشر الانتفاع بالمشيمة في الأغراض الطبية، وقرر كذلك أن الأدوية التي تستخرج من المشيمة، وتؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، فلا تجوز إلا للضرورة، كما جاء في القرار رقم 99 (3 /17)من قرارات المجمع في دورته السابعة عشرة –أيضًا– بشأن الخلايا الجذعية واستخدامها بهدف العلاج أو لإجراء البحوث العلمية المباحة إذا كان مصدرها مباحًا، ومن ذلك: استخراجها من المشيمة أو الحبل السري، وبإذن الوالدين.

وأجازت الانتفاع بالمشيمة كذلك دار الإفتاء المصرية.

 

وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بنعثيمين: عن حكم الاحتفاظ بالمشيمة لعلاج السرطان ولإزالة تجاعيد الوجه؟

فأجاب فضيلته بما يلي: الظاهر أنه لا بأس بها مادام أنه قد ثبت ذلك.
وبسؤاله: هل تنطبق عليها قاعدة: ما قطع من حي فهو ميت؟

أجاب فضيلته: الآدمي ميتته طاهرة.

 

وبسؤاله: وإذا لم يكن لها فائدة هل يجب دفنها؟ أم تلقى في أي مكان؟

أجاب فضيلته: الظاهر أنها من جنس الأظافر والشعر. والله أعلم[1].


[1]من الأسئلة التي عرضها موقع الإسلام سؤال وجواب على فضيلته. رقم الفتوى 12918.

المراجع

1. أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة، د.محمد نعيم ياسين، دار النفائس، الأردن.
2. إجراء التجارب على الأجنة المجهضة والأجنة المستنبتة، د. محمد علي البار، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، سنة: 1410، العدد:6، ج3.
3. الاستفادة من الأجنة المجهضة أو الزائدة عن الحاجة في التجارب العلمية وزراعة الأعضاء، د. مأمون الحاج علي إبراهيم، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، سنة: 1410، العدد:6، ج3، ص1820.
4. الاستنساخ الخلوي والجيني في ميزان الشرع، د. ليلى بنت سراج صدقة أبو العلا، بحث منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، العدد الرابع والسبعون، رمضان 1329.
5. البويضات الملقحة الزائدة عن الحاجة ماذا نفعل فيها، د. مأمون الحاج إبراهيم، ضمن ندوة: الرؤية الإسلامية لبعض المشكلات الطبية المعاصرة،المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، 1407.
6. حدود التصرف في الأعضاء البشرية في الفقه الإسلامي والقانون المدني: دراسة مقارنة، د. افتكار مهيوب، مكتبة شادي عبدالخالق، صنعاء، 1427.
7. حقيقة الجنين وحكم الانتفاع به في زراعة الأعضاء والتجارب العلمية، د. محمد نعيم ياسين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد: 6، ج3.
8. حكم الاستفادة من الأجنة المجهضة أو الزائدة عن الحاجة، د. عبدالسلام العبادي، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد:6.
9. حول هندسة الوراثة وعلم الاستنساخ،محمد صالح المحب، ط الأولى 1420، الدار العربية للعلوم.
10. الخلايا الجذعية والقضايا الأخلاقية والفقهية، د. محمد علي البار مقدم إلى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون،جامعة الإمارات.
11. العلاج الجيني واستنساخ الأعضاء البشرية (رؤية مستقبلية للطب والعلاج من خلال القرن الحادي والعشرين) د.عبد الهادي مصباح، الدار المصرية اللبنانية.
12. قرار المؤتمر الدولي عن الضوابط والأخلاقيات في بحوث التكاثر البشري في العالم الإسلامي، المنعقد في القاهرة، في الفترة من 4-7من جمادى الآخرة 1412.
13. قرار المجمع الفقهي التابع للرابطة بشأن الخلايا الجذعية في الدورة السابعة عشرة المنعقدة في19-23/10/1424.
14. قرار مجمع الفقه الإسلامي، الدورة (13) بشأن موضوع المشيمة.
15. مجلة الإعجاز العلمي العدد(11).
16. مشكلة الإجهاض (دراسة طبية فقهية)د.محمد على البار، ط الثانية، 1407، الدار السعودية للنشر والتوزيع.
17. الموسوعة الفقهية للأجنة والاستنساخ البشري: من الناحية الطبية والشرعية والقانونية، ج2.
18. موقع دار الإفتاء المصرية على شبكة الإنترنت

مسائل ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى