قسم الأطعمة واللباس والزينة والآدابباب الآداب العامة و الاحتفالات

الاحتفال بعيد الأم

مسألة رقم 63

صورة المسألة

يخصص البعض يومًا من أيام السنة يسمونه عيد الأم، أو يوم الأم، يحتفلون بها تكريمًا لها باعتقادهم.

حكم المسألة

اختلف المعاصرون في حكم الاحتفال بعيد الأم على اتجاهين:

الاتجاه الأول: لا يجوز الاحتفال بما يسمى عيد الأم، ولا نحوه من الأعياد المبتدعة؛ لما ورد من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) [البخاري (2697) ومسلم واللفظ له (1718)]، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم، ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم، ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار.

إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع (يوم الجمعة)، وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها، وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى.

فلا يجوزالاحتفال بعيد الأم، ولا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا، وما أشبه ذلك، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به، وأن يقتصر على ما حده الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، فلا يزيد فيه، ولا ينقص منه، والذي ينبغي للمسلم أيضًا ألا يكون إمَّعَة يتبع كل ناعق، بل ينبغي أن يُكوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعًا لا تابعًا، وحتى يكون أسوة لا متأسيًا؛ لأن شريعة الله -والحمد لله- كاملة من جميع الوجوه، كما قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: ٣]. والأم أحقُّ من أن يحتفى بها يومًا واحدًا في السنة، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها، وأن يعتنوا بها، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله -عز وجل- في كل زمان ومكان.

 

الاتجاه الثاني: جواز الاحتفال بهذا اليوم، وأنه ليس عيدا بمعناه التعبدي، وإنما هو من باب العادات، قالوا: والحرج الشرعي إنما يتصور مع القول بأن هذا عيد من أعياد المسلمين، أو إذا أدى ذلك إلى حصر تكريم الأم في ذلك اليوم فقط، وهذان غير مقصودين ولا مرادين. وبه صدرت فتوى دار الإفتاء المصرية، ودار الإفتاء ببيت المقدس، وممن قال بهذا القول الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء، وجماعة من علماء الأزهر.

 

وجاء في فتوى دار الإفتاء بالقدس ضوابط للجواز، هي:

  • ألا يعتبر عيدا.
  • ألا يراد منه التشبه بالكافرين الذين يقصرون تكريم الأم على هذا اليوم.
  • لا بد من التحذير من المخالفات الشرعية والأدبية والإسراف والتبذير التي ترافق الاحتفال بمثل هذه المناسبة ومن الفعاليات التي تقوم بها المدارس وإشراك الأمهات بألعاب تهريجية من الركض والتمايل والتقصع والاختلاط والموسيقى والأغاني الماجنة وإحضار المهرجين والمهرجات , كل هذه المعاصي على شرف الأم , وهل يكون تكريمها بمعصية الله تعالى ؟ إنما التكريم يكون ببرها والإحسان لها على مدار السنة , وأما إذا خلت هذه الاحتفالات من المخالفات الشرعية وكانت في حدود الأدب والتكريم الصحيح فلا مانع من مشاركة الأمهات في مثل هذا اليوم عرفاناً بفضلها.
المراجع

1. دار الإفتاء المصرية، فتوى (2268). http://www.dar-alifta.org
2. فتاوى اللجنة الدائمة, الفتوى رقم: (7912) 3/85
3. فتاوى نور على الدرب، للشيخ ابن عثيمين ص(34).
4. المجلس الإسلامي للإفتاء بيت المقدس، فتوى(338) http://www.fatawah.com
5. مجموع فتاوى ابن باز (5/189).
6. مجموع فتاوى ابن عثيمين (2/301-302).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى