قسم الأسرةباب النكاح

إجهاض الجنين المشوه بعد نفخ الروح فيه

المسألة رقم 39

العناوين المرادفة

إسقاط الحمل المشوه بعد نفخ الروح فيه.

صورة المسألة

قد يصاب الجنين بتشوه خلقي، نتيجة تناول أمه بعض الأدوية، أو بسبب تعرضها للأشعة، أو لأسباب أخرى( ) فهل يجوز إسقاطه في هذه الحالة بعد نفخ الروح فيه؟

حكم المسألة

إذا ثبت طبياً أن المرأة تحمل جنيناً مشوهاً، فيجب معالجته بالأدوية والوسائل العلاجية، إلا أنه إذا استعصت جميع الوسائل العلاجية، وبقي إجهاضه هو الحل الذي يمكن أن يصار إليه، فما حكم إجهاضه بعد مرحلة نفخ الروح فيه؟

اتفق الفقهاء المعاصرون: على أنه يحرم إجهاض الجنين المشوه بعد نفخ الروح فيه, وبهذا صدرت الفتاوى المعاصرة([1]).

وأدلة التحريم ما يلي:

  • أن قيمة الحياة في الإسلام أسمى بكثير من مصلحة القضاء على النقص، أو التشويه في الخلقة([2]).

أن الجنين بعد نفخ الروح نفس يجب صيانتها، والحفاظ عليها سواء كانت سليمة من الآفات، أو مصابة([3]).

وقد جاء في القرار رقم (140) بتاريخ 20/6/1407هـ لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في حكم إسقاط الجنين ما يلي:

(الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد، وعلى آله وصحبه، وبعد..

 

فإن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والعشرين، المنعقدة بمدينة الرياض، ابتداء من يوم 9/6/1407هـ حتى نهاية 20/6/1407هـ، قد اطلع على الأوراق المتعلقة بالإجهاض، الواردة من المستشفي العسكري بالرياض، كما اطلع على كلام أهل العلم في ذلك، وبعد التأمل، والمناقشة، والتصور لما قد يحدث للحامل من أعراض وأخطار في مختلف مراحل الحمل، ولاختلاف الأطباء في بعض ما يقررونه، والاطلاع على بعض صور قرارات طبية على إسقاط حملهن لأدنى سبب، وأخذاً بدرء المفاسد وجلب المصالح، ولأن من الناس من قد يتساهل بأمر الحمل رغم أنه محترم شرعاً، لذا فإن مجلس هيئة كبار العلمـاء يقرر ما يلي:

  1. لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا بمبرر شرعي، وفي حدود ضيقة جداً.
  2. إن كان الحمل في الطور الأول، وهي مدة الأربعين، وكان في إسقاطه مصلحة أودفع ضرر متوقع، جاز إسقاطه، أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقة في تربية الأولاد، أوخوفاً من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم، أومن أجل مستقبلهم، أواكتفاءً بما لدى الزوجين من الأولاد، فغير جائز.
  3. لا يجوز إسقاط الحمل إذا كان علقة أومضغة حتى تقرر لجنة طبية موثوقة أن استمراره خطر على سلامة أمه، بأن يخشى عليها الهلاك من استمراره، جاز إسقاطه بعد استنفاذ كافة الوسائل لتلافي تلك الأخطار.
  4. بعد الطور الثالث، وبعد إكمال أربعة أشهر للحمل، لا يحل إسقاطه، إلا أن يقرر جمع من الأطباء المتخصصين الموثوقين أن بقاء الجنين في بطن أمه يسبب موتها، وذلك بعد استنفاذ كافة الوسائل لإنقاذ حياته، وإنما رخص الإقدام على إسقاطه بهذه الشروط لأعظم الضررين، وجلباً لعظمى المصلحتين.

والمجلس إذ يقرر ما سبق يوصي بتقوى الله والتثبت في هذا الأمر، والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم). هيئة كبار العلماء

كما جاء في القرار الرابع لمجمع الفقه الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي بشأن موضوع إسقاط الجنين المشوه خلْقياً ما يلي:

(الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد..

فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي في دورته الثانية عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 15 رجب 1410هـ الموافق 10 فبراير 1220م إلى يوم السبت 22 رجب 1410هـ الموافق 17 فبراير 1990م، قد نظر في هذا الموضوع، وبعد مناقشته من قبل هيئة المجلس الموقرة، ومن قبل أصحاب السعادة الأطباء المختصين الذين حضروا لهذا الغرض، قرر بالأكثرية18 ما يلي:

إذا كان الحمل قد بلغ مائة وعشرين يوماً لا يجوز إسقاطه ولو كان التشخيص الطبي يفيد أنه مشوه الخلقة، إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية من الأطباء الثقات المختصين أن بقاء الحمل فيه خطر مؤكد على حياة الأم، فعندئذ يجوز إسقاطه، سواء كان مشوهاً أولا، دفعاً لأعظم الضررين.

وقبل مرور مائة وعشرين يوماً من الحمل إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة من الأطباء المختصين الثقات، وبناء على الفحوص الفنية، بالأجهزة والوسائل المختبرية أن الجنين مشوه تشويهاً خطيراً غير قابل للعلاج، وأنه إذا بقي وولد في موعده ستكون حياته سيئة وآلاماً عليه وعلى أهله، فعندئذ يجوز إسقاطه بناء على طلب الوالدين، والمجلس إذ يقرر ذلك يوصي الأطباء والوالدين بتقوى الله والتثبت في هذا الأمر، والله ولي التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين).


([1]) مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثانية عشرة. قرار 4. (في ملحق (1) في كتاب الجنين المشوه ص439).

المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية. (الإنجاب في ضوء الإسلام ص351).

اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة. فتوى (2484) في 1399هـ، وفتوى (12946) في 1410هـ. (في ملحق 2 في الجنين المشوه ص442).

([2]) مسألة تحديد النسل د. البوطي ص109.

([3]) أحكام الجنين ص184.

المراجع

1. مجمع الفقه الإسلامي، الدورة الثانية عشرة. قرار 4.
2. ملتقى أهل الحديث رابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86877
3. اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة. فتوى (2484) في 1399هـ، وفتوى (12946) في 1410هـ.
4. المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، الإنجاب في ضوء الإسلام.
5. فتاوى قطاع الإفتاء بالكويت، إعداد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية 4/278.
6. الجنين المشوه، للدكتور محمد البار، بحث في مجلة المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي عدد 4 لعام 1410ه.
7. رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية، عبد الله حسين باسلامة، (1417هـ)، نسخة إلكترونية.
8. من أحكام الجنين، عمر محمد إبراهيم غانم، الأردن، الجامعة الأردنية, 1991م..
9. إجهاض الجنين المشوه وحكمه في الشريعة الإسلامية، د. مسفر بن علي بن محمد القحطاني.
10. معايير الترجيح بين الضررين وتطبيقاتها المعاصرة في القضايا الأسرية والطبية، إعداد / زكية بنت يوسف، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير، كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا.
11. خلق الإنسان بين الطب والقرآن، د.محمد علي البار، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، الطبعة الثامنة مزيدة، 1412هـ – 1991م.
12. فقه الضرورة وتطبيقاته المعاصرة آفاق وأبعاد: أ.د / عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان، سلسلة محاضرات العلماء البارزين، البنك الإسلامي للتنمية ” المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب “- شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر – جدة.
13. فقه القضايا الطبية المعاصرة ” دراسة فقهية طبية مقارنة “: أ.د. علي محيي الدين القره داغي، أ.د. علي يوسف المحمدي، دار البشائر الإسلامية – بيروت، الطبعة الثانية 1427هـ.

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى