قسم العباداتباب الحج

مبيت من لم يجد مكانا في منى

مسألة رقم 174

صورة المسألة

تقدم أن من لم يجد مكاناً يناسبه في منى، لا يجب عليه المبيت على الأرصفة والشوارع المطروقة. ولكن هل يبيت في أي مكان يريد؛ أو يلزمه أن يبيت في المكان الذي ينتهي إليه مبيت الحجاج في أي جهة من الجهات؟

حكم المسألة

اختلف الفقهاء المعاصرون في هذه المسألة على اتجاهين:

الاتجاه الأول: يجب عليه أن يبيت في أقرب مكان يلي منى، أي: حيث انتهى الناس.

وهو فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء، وقول الشيخ محمد ابن عثيمين. واستدلوا بما يلي:

الدليل لأول: قياس امتلاء منى على امتلاء المسجد؛ فإن المسجد إذا امتلأ، وجب على الناس أن يصلوا حوله؛ لتتصل الصفوف ويكونوا جماعة واحدة؛ والمبيت مثله.

الدليل الثاني: أن المقصود من المبيت أن يكون الناس مجتمعين أمة ً واحدة؛ فيتوحد الناس في عبادتهم، وفي لبسهم، وفي مبيتهم. وهذا من أعظم مقاصد الحج.

 

الاتجاه الثاني: أن المبيت في منى في هذه الحال يسقط، ويجوز للحاج عند ذلك أن يبيت في أي مكان شاء. وهو قول الشيخ ابن باز.

واستدل بما يلي:

الدليل الأول: قوله تعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا ) [التغابن: 16].

وقوله ﷺ: (إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم). [البخاري (6858) ومسلم (337)]. ومن بحث ولم يجد مكاناً في منى، فقد فعل ما أمر به؛ فلا حرج عليه إذا بات في مكانٍ آخر.

الدليل الثاني: القياس على أصحاب الأعذار كالسقاة والرعاة.

فالنبي ﷺ عندما أسقط عنهم المبيت، منهم من بات في مكة ومنهم من بات في غيرها، وهذا يشمل كل معذور؛ لأن الرخصة إذا جاءت مطلقة لم تقيد.

المراجع

1. الأحكام الفقهية المتعلقة بالمكان في العبادات للغنيم (2/266).
2. فتاوى ابن باز (17/363).
3. فتاوى ابن عثيمين (23/240).
4. فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (11/266).
5. فقه القضايا المعاصرة في العبادات، عبدالله أبوزيد (2/1613).
6. النوازل في الحج للشلعان ص(664).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى