قسم العباداتباب الصيام

لصقات النيكوتين للصائم

مسألة رقم 121

صورة المسألة

هناك لصقات تفرز تلقائيا النيكوتين إذا احتاجه الجسم وتساعد من أراد الامتناع عن التدخين على الامتناع عنه, وفي داخل الجلد أوعية دموية فما يوضع على سطح الجلد يمتص عن طريق الشعيرات الدموية إلى الدم وهو امتصاص بطيء جدا, فإذا وضع الصائم هذه اللصقات فهل لها أثر على صحة الصوم؟

حكم المسألة

هذه المسألة يمكن تفريعها على مسألة أشار إليها بعض الفقهاء وهي مسألة التداوي الذي يصل أثره للجوف عن غير طريق الفم والأنف, وقد ذكر هذه المسألة أبوالعباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وذكر خلاف العلماء فيها وألحق بها التداوي والاحتقان والاكتحال إذا وصل إلى حلقه وجوفه وأحس بطعمه.

ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن هذه كلها لا تفطر الصائم قال: الأظهر أن الصائم لا يفطر بالكحل والحقنة ومداواة الجائفة والمأمومة وهما نوعان من الشجاج مع أن مداواة الجائفة والمأمومة يستوجب وصول الدواء إلى الجوف, قال: ومعلوم أن النص والإجماع أثبتا الفطر بالأكل والشرب والجماع والحيض وليس كذلك الكحل والحقنة ومداواة الجائفة والمأمومة, ثم قال: والممنوع منه إنما هو ما يصل إلى المعدة فيستحيل دما, ويتوزع على البدن، يعني لو أصاب الإنسان شجة جائفة أو مأمومة أو غيرها من الشجاج فوضع عليه دواء فوصل الدواء إلى الجوف فهنا وصل الدواء عن طريق الدم إلى الجوف

ويتخرج على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية هذا أن لصقات النيوكوتين لاتفطر الصائم.

غير أن المعاصرين اختلفوا في حكم الصوم مع استخدان لاصفات النيكوتين، ولهم في ذلك اتجاهان:

الاتجاه الأول: أن هذه اللاصقات لا تفطر الصائم، وهو ما عليه مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي، فقد في قراره رقم: 93 (1/10) بشأن المفطرات في مجال التداوي: -الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: وذكر منها ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية.

 

الاتجاه الثاني: يرى أن استخدام لاصقات النيوكوتين يفسد الصوم، وبهذا أخذت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، حيث جاء في الفتوى رقم (21734) مانصه:

اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي.. حيث يقول: “أرغب في الامتناع عن التدخين وأسأل الله أن يعينني على ذلك سؤالي: هناك لزق تساعد المدخن على تخطي مشكلة التوقف عن التدخين يتم استخدامها بحيث تلزق على الذراع، فهل يجوز استخدامها في رمضان؟ علماً بأن هذه اللزقة تفرز تلقائيا مادة النيكوتين إذا ما احتاجها الجسم، أرجو التفضل بالإجابة وجزاكم الله خيراً”.

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت: نسأل الله أن يوفقك للتوبة من التدخين وأن يعينك على تركه فإنه مضرة محضة لا خير فيه بوجه من الوجوه، وأما ما سألت عنه من جواز استعمال لزقة تساعدك على تركه تلزق على الذراع هل يجوز لك استخدامها في رمضان وأنت صائم فنقول هذا لا يجوز لك لأنه بسؤال الأطباء المختصين عن حقيقة هذه اللزقة أفادوا بأنها تمد الجسم بالنيكوتين وتصل إلى الدم، وهذا يبطل الصيام كما يبطله التدخين؛ لأن المفعول واحد وعليك بالعزيمة الصادقة على ترك التدخين بغير هذه الطريقة فكم من مدخن تاب إلى الله وأقلع عن التدخين بدون استخدام هذه اللزقة ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. وبالله التوفيق.

المراجع

1. فتاوى اللجنة الدائمة فتوى(21734).
2. فقه النوازل للدكتور سعد الخثلان.
3. مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ع:10 (2/289).
4. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (25/244).
5. مفطرات الصيام المعاصرة لأحمد خليل ص(68).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى