انتشر في أوساط النساء في هذا العصر لبس المرأة العباءة على الكتفين بدلاً من وضعها على الرأس.
للفقهاء المعاصرين اتجاهان في ذلك :
الاتجاه الأول: المنع, وبه أفتت اللجنة الدائمة, والشيخ عبدالعزيز بن باز, والشيخ عبدالله الجبرين وآخرون, وعللوا ذلك بالآتي:
- أن فيه تشبها بلباس الرجل, وقد روى أبوهريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المرأة تلبس لبسة الرجل, والرجل يلبس لبسة المرأة). [أبوداود (4098)].
- الأصل أن العباءة تُلبس على الرأس حتى تستر جميع البدن، فلبس المرأة للعباءة هو من باب التستر والاحتجاب الذي يقصد منه منع الغير عن التطلع ومد النظر، قال تعالى: ( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ) [الأحزاب: 59] وبروز رأسها ومنكبيها مما يلفت الأنظار نحوها، فإذا لبست العباءة على الكتفين كان ذلك تشبهًا بالرجال وكان فيه إبراز رأسها وعنقها وحجم المنكبين وبيان بعض تفاصيل الجسم كالصدر والظهر ونحوه مما يكون سببًا للفتنة وامتداد الأعين نحوها وقرب أهل الأذى منها ولو كانت عفيفة, فلا يجوز للمرأة لبس العباءة فوق المنكبين لما فيه من المحذور، وربما يدخل ذلك في حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (صنفان من أمتي من أهل النار – إلى قوله -: ونساء كاسيات عاريات مائلات مُميلات رؤسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها… ) [مسلم(2128)].
الاتجاه الثاني: الجواز, وبه أفتى الشيخ محمد بن عثيمين, حيث قال :
لبس العباءة على الرأس أستر وأبعد من الفتنة وإذا كان هكذا فالأفضل أن تفعل المرأة ذلك وكونها تلبس عباءة على الكتف مع ستر بقية البدن لا بأس به لكن بقاؤها على ما كانت عليه من قبل أفضل إلا أن يكون المجتمع الذي هي فيه تلبس النساء العباءات على الكتف فلا بأس.
1. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتوى رقم: (19771) 17/107
2. موقع الشيخ ابن باز/
http://www.binbaz.org.sa
3. موقع الشيخ ابن جبرين /
http://ibn-jebreen.com
4. موقع الشيخ ابن عثيمين /
http://www.ibnothaimeen.com