عن المركز
مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة أحد مراكز التميز التي أنشأتها وزارة التعليم العالي، واختارت له جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ لما عرف من اهتمامها بخدمة الفقه الإسلامي على مدى أكثر من خمسين عاماً. وهو مركز متخصص في دارسة القضايا الفقهية التي أفرزتها عوامل اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية معاصرة، وبيان الموقف الشرعي منها – في ضوء الفهم الصحيح للنصوص, والإدراك الواعي لمقاصد الشريعة والظروف المؤثرة في الوقائع – من خلال فرق بحثية مؤهلة تأهيلاً عالياً يشرف عليها المركز ويمولها. كما يقوم المركز بعقد المؤتمرات والندوات وحلقات البحث المتخصصة لذلك الغرض. ويسعى المركز للتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة بهدف تقديم المشورة المبنية على دراسات عميقة ومتخصصة للإسهام في تقديم الحلول الشرعية المناسبة لما يواجهها من مشكلات ذات طابع شرعي. وتولى إدارة المركز منذ نشأته أ.د عياض بن نامي السلمي – وفقه الله- وكانت له جهوده الكبيرة في بناء المركز وتنظيم أعماله وإرساء قواعده، ثم تبعه المدير الحالي أ.د جميل بن عبدالمحسن الخلف -وفقه الله- في عمل دؤوب لتحقيق رسالة المركز وأهدافه، وكل ذلك في ظل دعم كبير من الجامعة إيمانًا بأهمية رسالة المركز وعظم مسؤوليته.
رسالة المركز
يهتم المركز بالبحث في المسائل المستجدة التي تحتاج إلى بيان حكمها الشرعي، وفق منهج علمي يأخذ في الاعتبار ظروف الواقعة ومآلاتها، ويولي اهتمامًا خاصًا بالقضايا التي تهم المجتمع السعودي، ويسهم في تدريب الباحثين ورفع كفاءتهم من خلال ما يقدمه من دورات وورش عمل وندوات.
نشأة المركز
من منطلق سعي وزارة التعليم ( وزارة التعليم العالي سابقًا) إلى تفعيل توجه عصري لدعم مسيرة البحث العلمي في المملكة فقد طرحت على الجامعات السعودية فكرة التنافس للتقدم لإنشاء مراكز تميز بحثية من خلال كراسة مواصفات وشروط أرفقت مع خطاب معالي وزير التعليم العالي رقم 5166 وتاريخ 26 / 1 / 1429هـ الموجه إلى جميع الجامعات السعودية. وذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع مراكز التميز البحثي. ولما تميزت به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من عناية واهتمام بالعلم الشرعي والعلوم العربية، ولما لها من إسهام فاعل مؤثر في خدمة الفقه الإسلامي على مدى أكثر من نصف قرن, فقد نالت ثقة وزارة التعليم العالي بتوقيع عقد تمويل مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة, وذلك في اليوم العاشر من شهر رجب عام 1429هـ الموافق لليوم الثالث عشر من شهر يوليو 2008 م. وقد باشرت الجامعة منذ توقيع العقد المهام المناطة بها ليتجسد المركز واقعاً ملموساً، يخدم الأهداف التي أنشئ من أجلها، وترى آثاره في الواقع. وصدرت القرارات الإدارية من معالي مدير الجامعة بتشكيل مجلس الإدارة والهيئة التنفيذية الممثلة في إدارة المركز.
أهداف المركز
- رسم منهجية علمية واضحة لدراسة القضايا الفقهية المعاصرة تقوم على الإحاطة بأبعاد القضية موضع الدراسة من جميع جوانبها، وتعتمد على المصادر الشرعية الأصيلة.
- جمع البحوث والدراسات السابقة المتعلقة بالنوازل الفقهية وترتيبها؛ ليسهل الاطلاع عليها وتقويمها، والإفادة منها.
- المبادرة بدراسة ما يجد من القضايا الفقهية المعاصرة وتشجيع الباحثين على تناولها بالبحث من خلال تقديم الدعم وتوفير البيئة البحثية المناسبة.
- نشر ما يقوم به المركز من دراسات وتسويقها بوسائل النشر المختلفة.
- تقديم المشورة العلمية للجهات الحكومية والأهلية حول الموقف الشرعي من القضايا المستجدة.
- ربط مخرجات البحث العلمي في الجامعة بحاجات المجتمع، من خلال إيجاد بيئة تقوم على الشراكة بين الجامعة والجهات الحكومية والأهلية، المحلية والدولية.
مهام المركز وأنشطته
للمركز أربع مجالات رئيسة هي:
1. مجال البحث العلمي:
يقوم المركز بإجراء البحوث المتخصصة فيما يهم المجتمع من قضايا معاصرة تحتاج إلى بيان حكمها، ودعمها وتوفير البيئة البحثية الملائمة، كما يتولى المركز نشر البحوث وتبادلها مع الهيئات والمراكز المناظرة.2. مجال الاستشارات
يقوم المركز بتقديم الاستشارات المتخصصة للجهات الحكومية والأهلية كالمصارف والشركات ونحوها، لمساعدتها في تقويم الأنظمة المعمول بها، أو وضع أنظمة جديدة تتلاءم مع الشريعة الإسلامية وتحقق المصالح المقصودة.3. مجال التدريب:
يقوم المركز بعقد دورات تدريبية للباحثين والمحامين وواضعي اللوائح والأنظمة لرفع كفاءتهم، وتنمية مهاراتهم في مجال البحث وتنمية الحس النقدي عندهم، وتمكينهم من إيجاد البديل لكل ما يكون فيه مخالفة للشرع.4. مجال عقد الندوات والمؤتمرات
يقوم المركز بعقد الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش واللقاءات العلمية، ويدعو لها الباحثين المتميزين في بحث القضايا المعاصرة من داخل المملكة وخارجها لتهيئة بيئة بحثية متميزة يفيد منها أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والمهتمون بالبحث العلمي، ويساعد على تواصل المركز مع الباحثين في داخل المملكة وخارجها.موضوعات البحث الرئيسة في المركز
القضايا الفقهية المعاصرة هي قضايا فقهية أفرزتها عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية جديدة وهي نوعان:
- مسائل فقهية لم تكن معروفة في عصور التأليف في الفقه المذهبي والفقه المقارن وإنما هي وليدة التطور التقني والثورة الصناعية الحديثة.
- مسائل فقهية اجتهادية تكلم عنها الفقهاء السابقون في ضوء الظروف التي عاشوا فيها والمعطيات التي عرفوها، وبعد تطور العلم التجريبي وانكشاف كثير من الحقائق التي لم تكن معروفة استوجب البحث العلمي إعادة النظر فيها وفق المعطيات الجديدة والظروف المصاحبة وما يترتب عليها من مصالح أو مفاسد.
- التأصيل الشرعي للقضايا المعاصرة: وذلك ببيان الأصول والقواعد الشرعية التي يستمد منها حكم المستجدات المعاصرة، وبيان المنهج الصحيح الذي لا يهمل شيئاً من أدلة الواقعة، ولا يغفل عن ظروفها ومآلاتها.
- القضايا المعاصرة في العبادات: وتشمل جملة من النوازل كتحديد أوقات الصلوات والصوم في بعض البلدان، ونوازل المفطرات في الصيام وما يشتبه بها، ونوازل الزكاة كزكاة الأسهم والعقار ونحوها، ونوازل الحج والجهاد.
- القضايا المعاصرة في المعاملات المالية، كالشركات المعاصرة، والمساهمات العقارية، ومعاملات المصارف الإسلامية، وأحكام الخدمات المصرفية، والمخاطرة في المعاملات المالية، وأحكام الأوراق التجارية، والتجارة الالكترونية، والتسويق التجاري، والتضخم النقدي، والعقود المستحدثة كالتأمين، وعقود التوزيع، والالتزام بالصيانة، وغيرها مما تمس الحاجة إليه.
- القضايا المعاصرة في فقه الأسرة، كتنظيم النسل، والتلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، والنوازل في الكفاءة والحضانة والإنجاب، وكذا النوازل في الطلاق وغيره مما يُحتاج إلى معرفة حكمها في الحياة الأسرية.
- القضايا المعاصرة في الجنايات والحدود والقضاء، كالاعتداء الالكتروني، والعقوبة بالغرامة وغيرها من العقوبات التعزيرية المعاصرة، وبدائل العقوبة البدنية، وتقنين الأحكام والإلزام بها، والقضاء بالقرائن المعاصرة كالبصمة الوراثية والحمض النووي، وقضايا العلاقات الدولية كالمعاهدات وامتيازات الدبلوماسيين، ونحوها من الموضوعات المرتبطة بالقضاء الذي هو وسيلة تحقيق العدل بين الناس.
- القضايا المعاصرة في المسائل الطبية، كنقل الأعضاء، والتجارب الطبية، والاستنساخ، وأحكام الهندسة الوراثية، والجراحة التجميلية، وتغيير الجنس، وغيرها من المسائل التي لا تنحصر.
- القضايا المعاصرة في فقه الأقليات المسلمة، كالتعامل بالربا في غير دار الإسلام، وأثر اختلاف الدين في التفريق بين الزوجين، وولاية النكاح في غير دار الإسلام، والحصول على جنسية الدول غير الإسلامية، والمشاركة في أعياد غير المسلمين وتهنئتهم بها، وتولي الولايات في الدول غير المسلمة ونحو ذلك من الموضوعات المهمة التي يكثر السؤال عنها من قبل الجاليات المسلمة.