يلقي الكثير من المذيعين تحية السلام من التلفزيون أو الإذاعة, أو بعض المشاركين في غرف المحادثات في الإنترنت, فهل يجب على المستمع رد السلام؟.
الأصل في هذا عموم قول الله -عز وجل-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) [النساء: ٨٦]. وحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله» صحيح البخاري، حديث رقم: (6249), وصحيح مسلم، حديث رقم: (6304).
ومن سمع لفظ السلام في الراديو أو التلفاز, أو أحد المواقع في شبكة الإنترنت، فإن كان النقل مباشرًا، وجاء المسلم بلفظ شامل كالذي يقوله المذيع في الإذاعة أو التلفاز من نحو: أيها المستمعون, والمشاهدون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, مثلاً، فهذا يجب على كل من سمعه أن يرد عليه السلام؛ لأنه حينئذ داخل في الذين ألقي عليهم السلام، وإذا علم أن غيره قد رد هذا السلام سقط عنه الوجوب؛ لأن رد السلام إنما هو فرض على الكفاية؛ لأنه يسلم على جم غفير, فيكفي أن يرد بعضهم, والأفضل أن يرد كل مسلم سمعه؛ لعموم الأدلة، وإن كان النقل غير مباشر، كالبرامج المعادة، أو كان السلام موجهًا إلى معينين، فإن الرد غير واجب؛ لأن المستمع حينئذ ليس هو المقصود.
1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة, للشيخ ابن باز 9/396
2. لقاء الباب المفتوح 28/229
3. موقع إسلام ويب, فتوى رقم: (5157):
http://www.islamweb.net/ FatwaId&Id=51567