تمثيل القصص الخيالية
مسألة رقم 100
قيام بعض شركات الإنتاج الفني بتقديم أفلام أو مسلسلات أو نحوها, تعتمد المادة الإعلامية التي تتضمنها على الخيال والأساطير, وما يتصوره الإنسان بعقله من أشكال غريبة, وحركات غير معتادة, كأن يتصور طيران الإنسان, أو وجود حيوان برأس إنسان, أو تخيل جمادات تتكلم, أو نحو ذلك مما يجنح بالخيال جنوحًا عظيمًا.
تمثيل هذه الأعمال الخيالية لا يجوز؛ لما يأتي:
- الغالب على مثل هذه الأعمال أنها تقوم على المعتقد الفاسد الذي يتنافى مع عقيدة الإسلام, ويدخل في التضليل والدجل, فيحرم كل عمل أسطوري أو خيالي قائم على الخرافة؛ حماية لعقل الإنسان, وتحريره من الأباطيل والأوهام ونحوها.
- أن المقصود من جواز تقديم الأعمال التمثيلية للمشاهد هو إبراز هدف أو قيمة تربوية أو فكرة صالحة, أو تقديم نموذج يقتدى به, ولا يتحقق أي من هذه الأهداف أو ما في معناها بتقديم الأعمال الخيالية أو الأسطورية, فضلاً عن اشتمالها على مفاسد عظيمة، كإدخال الرعب والفزع والغم والهم على المشاهدين.
- كون هذه الأعمال تدعو الصغار إلى بعض الممارسات التي يشاهدونها, كالطيران أو القفز من أعلى, أو يتخيل المشاهد أن له أجنحة يطير بها, فيحاول الصغار تقليد تلك الأعمال, مما له أسوأ الأثر في تربية النشء, وإفساد عقلية المشاهد.
- إهدار المال وتضييع الوقت في مشاهدة أعمال لا فائدة فيها.
ويستثنى من ذلك بعض أعمال الخيال العلمي الطبي, الذي يتناول مشكلة طبية تحتاج إلى علاج, ويكون الطرح الفني لهذه الأعمال بشكل خيالي إلى حد معقول, أوالخيال العلمي التقني, فنحو ذلك قد يقال بجوازه حيث اشتمل على الفائدة, إعمالاً لقاعدة: (الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا) فمتى وجدت الفائدة, وجردت تلك الأعمال من المحرمات المصاحبة لها, فإن الأصل الإباحة, ولا بأس بمشاهدتها وإنتاجها.
1. أحكام التمثيل في الفقه الإسلامي، محمد بن موسى بن مصطفى بن موسى، ماجستير، كلية الشريعة، جامعة الإمام.
2. أحكام فن التمثيل في الفقه الإسلامي, لمحمد الدالي ص(210).
3. الشريعة الإسلامية والفنون, لأحمد القضاة ص(362).
4. التمثيل, بكر أبوزيد, ص(62).
5. إيقاف النبيل على حكم التمثيل, عبدالسلام آل عبدالكريم، ص(56).