يقدم بعض الطلاب أو الطالبات هدايا للمعلمين أو المعلمات الذين يدرسونهم, سواء أكان ذلك خلال العام الدراسي أم بعد انتهاء العام الدراسي.
للفقهاء المعاصرين قولان:
القول الأول: عدم الجواز, وهو قول بعض الفقهاء المعاصرين, وقالوا:
الواجب على المعلم ترك قبول الهدايا؛ لأنها قد تجره إلى الحيف، وعدم النصح في حق من لم يهد له، والزيادة بحق المهدي والغش، فالواجب ألا تقبل الهدية من الطلاب والطالبات بالكلية؛ لأن ذلك قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه، والمؤمن والمؤمنة عليهما أن يحتاطا لدينهما، ويبتعدا عن أسباب الريبة والخطر، أما بعد انتقال المعلم أو المعلمة من المدرسة إلى مدرسة أخرى فلا يضر ذلك؛ لأن الريبة قد انتهت حينئذ، والخطر مأمون، وهكذا بعد الفصل من العمل أو التقاعد إذا أهدوا إليهم شيئًا فلا بأس.
القول الثاني: الجواز وفق ضوابط محددة, وإليه ذهب بعض المعاصرين, وقالوا:
تختلف مقاصد الإهداء، فإذا كان المعلم قَبِل الهدية، وتساهل مع الطالب المهدي، فلم يحاسبه على تأخره، أو زاد له في التصحيح، أو قدمه على غيره ممن هو أحق منه، فحرام أن يأخذ هذه الهدية، وأما إن عرف أن الطالب لا قصد له في مثل هذا، وعرف المعلم أنه لا ينخدع بهذه الهدية، ولا يتأثر بها، وكانت من باب المحبة، ومن باب المكافأة على النصح، والإخلاص في العمل، فلا بأس بقبولها، ودخولها في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «تهادوا تحابوا» رواه البخاري في الأدب المفرد (594).
1. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، للشيخ ابن باز 20/64
2. موقع الشيخ عبد الله الجبرين, الفتوى رقم: (4961):
ibn-jebreen.com/ftawa. =4961