حدد الشارع الحكيم دية النفس بأنواع محددة، وهي: الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة والحلل، وكانت أقيام هذه الأنواع متقاربة في عصور كثيرة، لكن برز في العصر الحاضر تفاوت كبير بين هذه الأنواع، فبعضها ارتفع سعره والآخر بعكس ذلك، فكيف يكون تقدير الدية في العصر الحاضر، بحيث يكون التقدير عدلا، لا إجحاف فيه على أحد، لا الجاني ولا على المجني عليه أو أوليائه.
ذكر بعض الباحثين المعاصرين أن تقدير الدية في العصر الحاضر يكون باعتبار مالية الإبل في عصر التشريع، بغض النظر عما يطرأ في العصر الحاضر على قيمة الإبل ارتفاعا أو انخفاضا، بحيث ننظر إلى مبلغ ماليتها في الوفاء بالحاجات الأساسية للإنسان.
ومن خلال النظر إلى عدد من الآثار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بعض أصحابه، يمكن تقدير المائة من الإبل بقيمة طعام عشرة آلاف شخص ليوم واحد من أوسط أنواع الطعام، وذلك على أساس أن الواحد من الإبل يكفي لإطعام مائة شخص.
وهذا القول موافق لمقاصد الشريعة، وفيه تحقيق للعدل الذي أمرت به الشريعة.
وذهب آخرون إلى أن الدية تتبع قيمة الإبل في كل عصر؛ ولذا رفعت دية النفس في المملكة العربية السعودية من 24000 إلى 40000 ثم إلى 100،000 ثم إلى 300،000 ريال في العصر الحاضر تبعاً لاتفاع قيمة الإبل.
• دية النفس كيف نقدرها في العصر الحاضر، مصطفى أحمد الزرقا، مجلة المجمع الفقهي الإسلامي، السنة الثانية، العدد الثالث (67- 78).
• تقويم دية المسلم بالريال السعودي، من إعداد: أ.د. عبدالله بن عبدالواحد الخميس بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية، العدد 27، (479).
• الدرر السنية في الأجوبة النجدية (7/402).