تحديد القبلة بالأجهزة الحديثة (بوصلة، شاشة الخ..)

لا يخفى على عاقل اليوم أن العلم الحديث والتطورات التقنية والإلكترونية والبرامج الحاسوبية بلغت حدا من الدقة في تحديد المواقع وتعيين إحداثياتها بما لا يدع مجالا للشك في دقة إصابتها وبلوغه حد اليقين، وخاصة الأجهزة التي ترتبط بالأقمار الصناعية، وأن الأخطاء التي تظهر في بعض الأجهزة مردها إلى الأجهزة ذاتها وليس إلى النظام، أو إلى سوء استعمال المستدل للجهاز.

ومن هنا فلا حرج في استعمال هذه الأجهزة للاهتداء إلى جهة القبلة، سواء كان الإنسان داخل البلدة أو خارجها، أمكنه سؤال أهل العلم بالقبلة أو تعذر عليه ذلك.

وقد ورد على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال التالي: “هل يجوز أن يستعمل آلة ضبط الكعبة اليابانية لإظهار جهة الكعبة أم لا؟ وهل يجوز أن يستعمل آلة ضبط الكعبة الأوربي لإظهار جهة الكعبة أم لا، وأيهما أصح بينهما؟ وهل يجوز أن تستعمل العلوم الفلكية لإظهار جهة الكعبة أم لا؟

فكان الجواب: كان أهل العلم والخبرة بالجهات من المسلمين يعرفون جهة الكعبة ليلا بالقطب الشمالي وغيره من النجوم، وبالقمر طلوعا وغروبا، ونهارا بالشمس طلوعا وغروبا، وبغير ذلك من أنواع الدلالات الكونية، قبل أن يوجد ضبط الجهات بآلة ضبط يابانية أو أوربية، فلا تتعين أي آلة منهما لضبط القبلة، ولا تتوقف معرفتها عليها، لكن إذا ثبت لدى أهل الخبرة الثقات من المسلمين أن جهازا أو آلة تضبط القبلة وتبينها عينا، أو جهة لم يمنع الشرع من الاستعانة بها في ذلك وفي غيره، بل قد يجب العمل بها في معرفة القبلة إذا لم يجد من يريد الصلاة دليلا سواها”([1]).

وسئل الشيخ ابن باز: ما حكم الاعتماد على البوصلة سماحة الشيخ؟ فأجاب:” البوصلة آلة جيدة مفيدة، إذا تولاها أهل العلم وأهل البصيرة”([2]).

([1]) مجموع فتاوى اللجنة الدائمة (6/315ـ316).

([2]) فتاوى نور على الدرب (7/366).