قسم الأطعمة واللباس والزينة والآدابمسائل متنوعة

انتحال شخصية الآخرين

مسألة رقم 140

صورة المسألة

قيام البعض بانتحال شخصية الغير, كأن ينتحل رجل شخصية رجل آخر, أو شخصية امرأة, أو العكس, سواء أكان هذا الانتحال في الدخول على المواقع الإلكترونية كتابة أم محادثة أم ما سوى ذلك من مجالات الانتحال العديدة.

حكم المسألة

انتحال الشخصية يمكن أن يكون على وجه التنقيص لتلك الشخصية، أو على وجه يسبب له ضررًا، أو على وجه ينال به المنتحل أمرًا لا يستحقه، أو على وجه يترتب عليه الوقوع في أمر محرم، أو على أي وجه آخر غير ما ذكر.

فإن كان على وجه التنقيص كان من الغيبة، وكان حرامًا؛ لما في سنن أبي داود عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «.. وحكيت له أي: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنسانًا، فقال: ما أحب أني حكيت إنسانًا، وأن لي كذا وكذا» سنن أبي داود, حديث رقم: (4875).

وجاء في عون المعبود عند شرح الحديث المذكور: «فقال» أي: النبي صلى الله عليه وسلم. «ما أحب أني حكيت إنسانًا» أي: ما يسرني أن أتحدث بعيبه، أو ما يسرني أن أحاكيه بأن أفعل مثل فعله أو أقول مثل قوله على وجه التنقيص([1]).

وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير: «ما أحب أني حكيت إنسانًا» أي: فعلت مثل فعله، أو قلت مثل قوله منقصًا له، يقال: حكاه، وحاكاه([2]).

وإن كان ذلك يسبب الإضرار للشخص المنتحل، كان حرامًا أيضًا؛ لما روى أبوسعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد, حديث رقم: (22179).

وكذا الحكم فيما إذا كان المنتحل يفعل ذلك لينال أمرًا لا يستحقه، أو كان يترتب على الانتحال الوقوع في أمرٍ محرمٍ؛ لما في الأولى من الظلم، ولأن ما أدى إلى الحرام كان حرامًا.

وعلى افتراض أن يخلو الانتحال من جميع هذه الافتراضات فلا أقل من أن يكون إخبارًا بخلاف الواقع، وهذا كذب، ثم إنه قد لا يسلم من أن يكون غشًّا للمشاركين في المنتدى، فربما غير بعضهم رأيه لو علم أن الكاتب غير فلان، وإن كلاًّ من الغش والكذب محرم، وعن أبي هريرة ـ رضي اله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ومن غشنا فليس منا» رواه مسلم, حديث رقم: (283).

وعن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا» رواه البخاري (6094) ومسلم (2607).


([1]) عون المعبود 3/391.

([2]) فيض القدير 5/524.

المراجع

1. موقع إسلام ويب, رقم الفتوى: (95368):
http://www.islamweb.net/fatwaId&I=d95368.
2. انتحال الشخصية الالكترونية, د. فهد المحيا .
3. جرائم الإنترنت في المجتمع السعودي, محمد بن عبدالله المنشاوي 24.

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى