نظرا لتوفر وسائل النقل الحديثة، ومنها الطائرات فقد يعمد بعض رجال الأمن أو الإسعاف ممن أحرموا بالحج إلى المرور بعرفة بطائراتهم فهل يجزئ فعلهم هذا؟
من مر بعرفة في وقت الوقوف بها بطائرة أو نحوها من المركوبات كالمسؤولين عن الحج، وهو يقصد الحج؛ فمروره مجزئ، وقد أدرك الحج ويدل عليه:
الدليل الأول: اتفاق أهل العلم على أن وقوف الراكب أو مروره على راحلته يجزئ في إدراك عرفة([1])، وذلك استدلالا بقول النبي ﷺ كما في حديث عروة بن مضرس الطائي ؓ قال: (جئت رسول الله ﷺ في الموقف فقلت: جئت يا رسول الله من جبلي طيئ أكللت مطيتي وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه هل لي من حج؟ فقال رسول الله ﷺ : من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلا أو نهارا تم حجه وقضى تفثه) [أحمد في المسند (17583)، وأبو داود (1925)، والترمذي (891)، وابن ماجه (3007)، والنسائي في المجتبى (3039)].
الدليل الثاني: أن مرور المركوب في هواء عرفة له حكم المرور بقرارها؛ لأن الهواء له حكم القرار.
الدليل الثالث: أن ركوب الحاج على راحلته يوم عرفة يعين على الدعاء فكان أولى، وركوب الطائرة مثله.
([1]) بدائع الصنائع (2/104)، الكافي لابن عبدالبر ص(143)، المجموع (8/94)، المغني (5/267)،مجموع الفتاوى (26/123)، فتح الباري (3/513).
1. فقه القضايا المعاصرة في العبادات، عبدالله أبوزيد (2/1607).
2. النوازل في الحج علي بن ناصر الشلعان ص(380).