قسم العباداتباب الحج

المبيت في شوارع منى وأرصفتها

مسألة رقم 173

صورة المسألة

قد يعجز بعض الحجاج في هذا الزمان عن استئجار الخيام في منى ؛ أو قد تزيد قيمتها عن أجرة المثل زيادة كبيرة, فهل يجب عليه أن يبيت في شوارع وأرصفة منى أو أن المبيت في هذه الحالة يسقط عنه ؟

حكم المسألة

ذهب جمع من أهل العلم المعاصرين كابن باز وابن عثيمين وغيرهما إلى أنه لا يجب المبيت في شوارع منى وأرصفتها عند تعذر المبيت في الخيام. واستدلوا:

الدليل الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إذا سافرتم في الخصب, فأعطوا الإبل حظها من الأرض.. . وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق؛ فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام). [مسلم (1926)].

وجه الاستدلال: يدل الحديث على المنع من الجلوس أو النزول في الطرقات لما فيه من إعاقة مرور الدواب, وإعاقة مرور الناس والسيارات مثل ذلك.

 

الدليل الثاني: ما ورد من الأدلة التي تدل على إذن النبي ﷺ لبعض أصحاب الأعذار بعدم المبيت بمنى, ومن ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما : (أن العباس بن عبدالمطلب استأذن رسول الله ﷺ أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له). [البخاري (1658), مسلم (1315)].

وجه الاستدلال: أن من لم يجد مكانا للبيتوتة من شدة الزحام وضيق منى؛ فيلحق بأهل الأعذار من السقاة والرعاة ممن أذن لهم في ترك المبيت؛ بل هو أولى بالعذر منهم.

 

الدليل الثالث: أن المشقة تجلب التيسير, ولا شك أن أمر الحجاج بالمبيت في هذه الأماكن فيه من المشقة ما يخالف منهج الشريعة في دفع الضرر ورفعه؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (الشارع لا ينظر في الاستطاعة الشرعية إلى مجرد إمكان الفعل, بل ينظر إلى لوازم ذلك؛ فإذا كان الفعل ممكناً مع المفسدة الراجحة؛ لم تكن استطاعة شرعية؛ كالذي يقدر أن يحج مع ضرر يلحقه في بدنه أو ماله…”([1]).


([1]) منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/49).

المراجع

1. فتاوى ابن عثيمين (23/241).
2. مسائل يكثر السؤال عنها في الحج، عبدالله الفوزان ص(17).
3. النوازل في الحج، علي بن ناصر الشلعان ص(459).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى