إذا دخل المتصفح للمنتديات والمواقع الإلكترونية, أو قرأ رسالة في جهاز الجوال, أو مقالة في صحيفة أو غيرها, وقد كتب الكاتب أو المرسل: السلام، في البداية, فهل يرد القارئ السلام بقلبه أو كتابة؟.
اتفقت آراء الفقهاء المعاصرين على أنه ينبغي رد السلام, وذلك لما يأتي:
- قول الله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا )[النساء: ٨٦]، وعليه فإن الغالب على الظن أن الكاتب يقصد بالسلام كل من دخل على هذا الموقع, أو من يتحادث معه, أو يقرأ مقاله أو رسالته, أو يعقب على كتابته, وبالتالي فإن على القارئ أن يرد تحيته بمثلها، وهو كتابة الرد، أو بأحسن منها, ويدخل فيه الرد باللفظ والكتابة، ولا يكفي الرد بالقلب وحده، بل لا بد من اللفظ أو الكتابة.
2- إذا سلّم تَعيَّن ردّ السلام، لقوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) [النساء: ٨٦].
قال البغوي في تفسير الآية: واعلم أن السلام سُنة، ورَدّ السلام فريضة، وهو فرض على الكفاية، فإذا سَلَّم واحد من جماعة كان كافيا في السُّنَّة، وإذا سَلّم واحد على جماعة وَرَدّ واحد سَقَطَ الفَرْض عن جميعهم([1]). اهـ .
وقال القرطبي: فَفِقْهُ الآية أن يُقال: أجمع العلماء على أن الابتداء بالسلام سُنّة مُرَغّب فيها، ورَدّه فريضة. اهـ .
أما إذا سلّم وقصد العموم، وردّ شخص واحد كَفَى.
1. موقع إسلام ويب, فتوى رقم: (94721):
http://www.islamweb.net/.F FatwaId&Id=94721
2. فتاوى شبكة مشكاة الإسلامية, الشيخ عبدالرحمن السحيم, الفتوى رقم (40961),
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=40961.