قسم الأطعمة واللباس والزينة والآدابباب الذبح

الذبح بالتدويخ

مسألة رقم 16

صورة المسألة

التدويخ يقع بطرق مختلفة، ولعل من أكثرها استعمالاً:
1- الطريق الأول: التدويخ بالمسدس ـ هذا المسدس غير مسدس الرصاص، وإنما تخرج منه عند إطلاقه إبرة أو قضيب معدني ـ يوضع المسدس في وسط جبهة الحيوان ويطلق، فتخرج هذه الإبرة أو القضيب، وتثقب دماغ الحيوان، فيفقد الحيوان الوعي فورًا، وبعد ذلك يذبح.
2- الطريق الثاني : استعمال مطرقة ضخمة يضرب بها الحيوان على جبهته، وهي مؤلمة للحيوان، ولذلك تركوها في معظم المجازر، واستبدلوا بها طريق استعمال المسدس.
3- الطريق الثالث: استعمال الغاز، وذلك بأن يحبس الحيوان في هواء يحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة معلومة، فيؤثر هذا الغاز على دماغه فيفقده الوعي، ثم يذبح الحيوان باليد.
4- الطريق الرابع: استعمال الصدمة الكهربائية، وتوضع فيها آلة كالملقط على صدغي الحيوان، ويرسل من خلاله تيار كهربائي ينفذ إلى الدماغ، فيفقد الحيوان الوعي بسبب هذه الصدمة الكهربائية.

حكم المسألة

الحكم الشرعي لهذا التدويخ من ناحيتين:

الأولى: حكم استخدام هذه الطرق للتدويخ.

ويتوقف على أن هذا الطريق يخفف من ألم الذبح على الحيوان أم لا؟.

وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإحسان ذبح الحيوان والرفق به في حديث شداد بن أوس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «إذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»، [مسلم (1955)].

ومن المسلّم أن الطريق الذي شرعه الإسلام من قطع الحلقوم والمري والودجين في حلق الحيوان أحسن الطرق لإزهاق روحه وأسهلها على الحيوان، أما التدويخ ففي بعض الحالات يضر بالحيوان ويؤلمه أكثر مما يؤلمه الذبح، كالضرب بالمطرقة على جبهته، فلا شك في كون هذا الطريق غير جائز في الشريعة، أما الطرق الأخرى، فلا يجزم بأنها تخفف من ألم الحيوان أو تزيد؛ لأن إطلاق المسدس على الجبهة إنما يحصل به وقذ عنيف، والصدمة الكهربائية لا تخلو من ألم، وحبس الحيوان في الغاز يؤدي إلى الضيق التنفسي، ولكن خبراء علم الحيوان يدّعون أن ذلك يخفف من ألمه، فإذا تحقق ذلك قطعًا، وأنه لا يموت به الحيوان، جاز استعمالها، وإلا فلا.

 

الناحية الثانية: حكم الذبيحة بهذا التدويخ:

يتوقف الحكم على هذه الذبائح على التيقن من حقيقة أثر هذه الوسائل على الحيوان قبل ذبحه، وهل يكون ذلك سببا في وفاتها أولا.

ويرى الخبراء اليوم أنه لا يسبب موت الحيوان، بل يجعله فاقد الوعي، ويعدم إحساسه بالألم.

ولكن هذا محل نظر: أما التدويخ بالمسدس، فإنه يحدث وقذًا عنيفًا في جبهة الحيوان ودماغه، ولا يبعد أن يموت به الحيوان، فيصير موقوذة، وأما الصدمة الكهربائية، فقد اعترف بعض الخبراء بأنها توقف حركة القلب في بعض الحالات، وكذلك الغاز إذا تجاوز نسبة معلومة يمكن أن يسبب الموت.

وحكم هذه الحالات جميعاً يرجع إلى أنه متى أدرك في الحيوان حياة مستقرة وذكي كان حلالاّ, ومتى كانت حياته غير ذلك فإنه لا يحل, لأن الحياة المستعارة كالعدم.

وقد بحثت المسألة في مجمع الفقه الإسلامي في دورته العاشرة، ومما جاء في قراره: ”

خامسا:

أ- الأصل في التذكية الشرعية أن تكون بدون تدويخ للحيوان…

ب- مع مراعاة ما هو مبين في البند (أ) من هذه الفقرة، فإن الحيوانات التي تذكى بعد التدويخ ذكاة شرعية يحل أكلها إذا توافرت الشروط الفنية التي يتأكد بها عدم موت الذبيحة قبل تذكيتها….

ج- لا يجوز تدويخ الحيوان المراد تذكيته باستعمال المسدس ذي الإبرة الواقذة أو البلطة أو بالمطرقة، ولا بالنفخ على الطريقة الإنجليزية.

د- لا يجوز تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية، لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلى موت نسبة غير قليلة منها قبل التذكية.

هـ- لا يحرم ما ذكي من الحيوانات بعد تدويخه باستعمال مزيج ثاني أكسيد الكربون مع الهواء أو الأوكسيجين، أو باستعمال المسدس ذي الرأس الكروي بصورة لا تؤدي إلى موته قبل تذكيته”.

المراجع

1. الأطعمة وأحكام الصيد، للشيخ صالح الفوزان ص(154).
2. فتاوى اللجنة الدائمة (22/390-391).
3. مجلة الجامعة الإسلامية، العدد 2 ص(156).
4. مجلة المجمع الفقهي، العدد: (10) من الذبائح والطرق الشرعية في إنجاز الذكاة 2/19682-20196 أبحاث متعددة، منها:
• أحكام الذبائح واللحوم المستوردة، لمحمد تقي الدين العثماني (2/19629).
• الذبائح والطرق الشرعية في إنجاز الذكاة، لأحمد الخليل (2/19734).
• الذبائح والطرق الشرعية في الذكاة، لإبراهيم الدبو (2/19822).
• الذبائح والطرق الشرعية في الذكاة للأشقر (2/19900 -19936).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى