في داخل الجلد أوعية دموية فما يوضع على سطح الجلد يمتص عن طريق الشعيرات الدموية إلى الدم وهو امتصاص بطيء جدا, فإذا وضع الصائم على الجلد دهانات أو مراهم أو لصقات علاجية فهل لها أثر على صحة الصوم؟
الكلام في هذه المسألة قريب من الكلام في المسألة السابقة، وهي لصقات النيكوتين للصائم، وقد سبق القول بأن هذه المسائل يمكن تفريعها على مسألة أشار إليها بعض الفقهاء، وهي مسألة التداوي الذي يصل أثره للجوف عن غير طريق الفم والأنف, وقد ذكر هذه المسألة أبوالعباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وذكر خلاف العلماء فيها وألحق بها التداوي والاحتقان والاكتحال إذا وصل إلى حلقه وجوفه وأحس بطعمه.
ورجح شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن هذه كلها لا تفطر الصائم قال: الأظهر أن الصائم لا يفطر بالكحل والحقنة ومداواة الجائفة والمأمومة وهما نوعان من الشجاج مع أن مداواة الجائفة والمأمومة يستوجب وصول الدواء إلى الجوف, قال: ومعلوم أن النص والإجماع أثبتا الفطر بالأكل والشرب والجماع والحيض وليس كذلك الكحل والحقنة ومداواة الجائفة والمأمومة, ثم قال: والممنوع منه إنما هو ما يصل إلى المعدة فيستحيل دما, ويتوزع على البدن يعني لو أصاب الإنسان شجة جائفة أو مأمومة أو غيرها من الشجاج فوضع عليه دواء فوصل الدواء إلى الجوف فهنا وصل الدواء عن طريق الدم إلى الجوف
ويتخرج على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية هذا أن الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية لاتؤثر على صحة الصيام.
وبهذا أخذ مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي رقم: 93 (1/10) بشأن المفطرات في مجال التداوي: – الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: وذكر منها ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية.
وقد سبق في مسألة سابقة أن حقن العلاج حقنا مباشرا في الدم لا يفطر، فمن باب أولى هذه الدهانات والمراهم ونحوها، بل حكى بعض المعاصرين الإجماع على أنها لا تفطر.
1. مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ع:10 (2/289).
2. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (25/244)،
3. مفطرات الصيام المعاصرة للخليل ص(68).