أثر الحقن العلاجية على صحة الصيام.
الحقن العلاجية هي حقن تستعمل في الأغراض العلاجية فقط ولا يستغنى بها عن الطعام والشراب، فهي تختلف عن الحقن المغذية التي يستغنى بها عن الطعام والشراب، وهي إما أن تؤخذ تحت الجلد مثل حقن الأنسولين، أو تكون في العضل أو في الوريد، وهذه الحقن لا تصل إلى المعدة بل تكون عن طريق الجلد أو عن طريق الدم، فما أثرها على صحة الصيام؟
ذهب عامة العلماء المعاصرين إلى أن الحقنة الجلدية أو العضلية لا تفطر، وصدر به قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي حيث جاء في القرار رقم: 93 (1/10) بشأن المفطرات في مجال التداوي: – الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: وذكر منها: الحُقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية. وأفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، حيث جاء في الفتوى رقم (5176): (يجوز التداوي بالحقن في العضل والوريد للصائم في نهار رمضان).
كما أفتت به دار الإفتاء المصرية حيث جاء في الفتوى رقم (2743).
وقد عللوا لذلك بأن الأصل صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده، وهذه الإبرة ليست أكلا، ولا شربا، ولا بمعنى الأكل والشرب، وعلى هذا فينتفي عنها أن تكون في حكم الأكل والشرب.
قال الدكتور أحمد الخليل في كتابه (مفطرات الصيام المعاصرة): “لم أر خلافا بين المعاصرين أن الحقنة الجلدية أو العضلية لا تفطر، إلا أن د/ فضل عباس أشار إلى وجود فتاوى تقول بأن الإبرة مفطرة للصائم بدون تفصيل، لكن لم أقف على هؤلاء المفتين ولا على أدلتهم، ويظهر أن الأمر استقر على عدم التفطير، ولهذا يقول بعضهم: أطبق فقهاء العصر على أنها لاتفطر”.
1. التبيان والإتحاف ص(109).
2. الفتاوى، محمود شلتوت ص(136).
3. فقه الصيام لهيتو ص(87).
4. فقه القضايا المعاصرة في العبادات، عبدالله أبوزيد (2/356).
5. مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ع10 (2/289, 464).
6. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/257).
7. مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين,
8. مفطرات الصيام المعاصرة للدكتور أحمد الخليل (ص65)،