يحتاج مرضى الكلى إلى عمليات غسيل تمتد ساعات لإجراء الغسيل الدموي([1]).
([1]) سبق تعريف الغسيل الكلوي وبيان أنواع في مسألة: أثر الغسيل الكلوي في الطهارة .
إن مما أجمع عليه العلماء عدم جواز أداء الصلاة قبل دخول وقتها، وتحريم تأخيرها حتى يخرج وقتها إلا من عذر.
ومريض الفشل الكلوي إن كان دخوله لغرفة الغسيل قبل دخول وقت الصلاة بأن كان قبل وقت الظهر أو المغرب مثلا فإنه يؤخر الظهر أو المغرب ويصليها جمع تأخير مع التي تليها في الوقت، فيصلي الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء.
وأما إن كان دخوله قبل العصر وهو يعلم أنه لن يفرغ من الغسيل حتى يخرج وقت العصر فيصلي العصر مع الظهر جمع تقديم.
وأما العشاء فوقتها ممتد وطويل ويستطيع تأخيرها حتى يخرج من الغسيل، فإن كان ذلك يشق عليه جاز له تقديمها مع المغرب.
وقد رفع إلى اللجنة الدائمة سؤالان في هذا الموضوع:
السؤال الأول: الكلى عندي متوقفة عن العمل، وأذهب إلى المستشفى ثلاث مرات في الأسبوع وسؤالي يا سماحة الشيخ هو:
1 – هل خروج الدم وعودته ينقض الوضوء ؟
2 – هل يجوز لي جمع الظهر والعصر إذا كنت أعلم أن وقت العصر سوف يدخل وأنا تحت الأجهزة ؟
3 – هل يجوز أن أصلي وأنا تحت الأجهزة أثناء الغسيل ؟
4 – هل يجوز لي أن أصلي صلاة الظهر مثلا قبل دخول وقتها، وحتى يدخل وقتها هل هو من النداء بالأذان أم الإقامة أم حسب التقويم ؟
5 – في بعض المرات قد تخطئ الممرضة في إدخال الإبرة فيخرج دم قد يصيب ثيابي منه شيء، فهل هذا الدم الخارج ينقض الوضوء، وهل يجب أن أغسل ثيابي منه ؟
الجواب: يجوز تقديم صلاة العصر وصلاتها مع الظهر جمعا لمن لا يتمكن من صلاة العصر في وقتها بسبب استمرار عملية الغسيل إلى غروب الشمس، ولا تجوز صلاة الظهر ولا غيرها من الصلوات قبل دخول وقتها، ووقت الظهر يبدأ من زوال الشمس من فوق الرؤوس. ويمكن الاستعانة على معرفة ذلك بحساب التقويم وبسماع الأذان”([1]).
السؤال الثاني: “ما حكم الذين يذهبون إلى المستشفى من أجل غسيل الكلى ؟ البعض يذهب قبل صلاة الظهر وتفوته صلاة الظهر وصلاة العصر ولم ينته إلا بعد صلاة العصر بساعة واحدة، يذهب قبل العصر وتفوته صلاة العصر وصلاة المغرب بعد ساعة، فما الحكم في ذلك ؟
ج: إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل من بدء العملية قبل دخول وقت الظهر فإنه يؤخر الظهر ويصليها مع العصر جمع تأخير، كسائر المرضى الذين يجوز لهم الجمع، أما إن كان إجراء عملية الغسيل بعد دخول وقت الظهر ولا تنتهي إلا بعد خروج وقت صلاة العصر فإنه يشرع للمريض حينئذ أن يصلي العصر مع الظهر جمع تقديم، وهكذا المغرب مع العشاء إن أجريت العملية قبل دخول وقت المغرب أخرها مع العشاء وصلاهما جميعا جمع تأخير، أما إن كانت العملية بعد دخول وقت المغرب وتنتهي في وقت العشاء فإنه لا حاجة لجمع العشاء مع المغرب لاتساع وقت العشاء، وإن جمع بينهما جمع تقديم فلا حرج، كسائر المرضى المحتاجين لذلك. شفاهم الله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم”([2]).
وبذلك أفتى الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله.
([1]) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، رقم(18780).
([2]) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، رقم(16257).
1. أثر التداوي في الطهارة والصلاة والحج، أحمد بن فهد الفهد، ص(233).
2. الأحكام المتعلقة بالفشل الكلوي، إبراهيم بن محمد المناع.
3. فتاوى الشيخ ابن باز (12/253).
4. فتاوى ابن عثيمين (19/113).
5. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(6/370) رقم (18780)، ورقم (16257).