العلاقات الدبلوماسية
يقصد بالتمثيل السياسي نيابة السفراء والمبعوثين الدوليين عن الدولة، والقيام مقامها في التعبير عن سياستها ومواقفها تجاه الدول والمنظمات والهيئات الدولية وفق اختصاصات وظيفية معينة، وهو إجراءٌ أصبح في العصر الحاضر من ضرورات العمل السياسي في العلاقات الدولية.
ويدخل في ذلك:
1- قيام رئيس الدولة أومن ينوب عنه بإجراء المفاوضات وعقد الاتفاقيات مع أطراف دولية أخرى.
2- عقد المعاهدات وفض المنازعات على المستوى الدولي.
3- المشاركة في المؤتمرات الدولية والإقليمية.
4- التمثيل السياسي الداخلي الذي يقوم به من ينوب عن الدولة مع أطرافٍ أخرى داخل إقليمها.
5- تفويض الأعمال ذات الطابع الدولي للسفراء الذين يمثلون الدولة ويرعون مصالحها الخارجية.
ذهب بعض الباحثين المعاصرين – ممن بحث المسألة – إلى مشروعية التمثيل السياسي، واستدل على ذلك بأدلة من الكتاب والسنة، منها:
1- قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [المائدة: 1].
والتمثيل السياسي تعاون ثنائي بين طرفين ولا يمكن أن يقوم إلا على هذه الحقيقة التي تستجلب بها الدول مصالحها وتبني بها منافع لا تستغني عنها، ومن المعلوم بالضرورة أنَّ التعاون أو التعاقد أو التعاهد بين الدول من العقود التي أمر الله بالوفاء بها؛ لكونها من أهم مفردات الحياة بين الشعوب، ولا يقوم بهذه كلها إلا السفراء غالبا.
2- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [المائدة: 1].
فهذه الآية ترشد إلى مقصد إنساني نبيل، وهو التعارف بين الأمم والشعوب ليصل من خلاله الخير الذي جاء به الإسلام إلى كل البشر وتقوم من جهته مصالح الخلق، ولا يتم ذلك إلا بوسائل فاعلة في التواصل بين الناس؛ ليتبادلوا المنافع ويعمروا الأرض بالتعاون على الخير، ومن أهم هذه الوسائل السفارة، ولا تؤدي السفارة دورها إلا إذا تسامت أهدافها، ولم تتخذ إلا لرفد ينابيع الصلة والتعاون المثمر بين الدول.
3- عن أبي رافع – رضي الله عنه – قال: (بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله: إني والله لا أرجع إليهم أبدا، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجع فإن كان في نفسك الآن فارجع، قال: فذهبت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت) [رواه أبو داود (2758)]، وارجع الأولى أي إليهم، وارجع الثانية أي إلينا.
ففي الحديث إقرار بوضع خاص للرسل وتنبيه على أهمية وظيفتهم التي يجب لنجاحها توفير الأمن والحماية لهم؛ لتمكينهم من القيام بأعمالهم.
ومن السنة الفعلية إيفاده صلى الله عليه وسلم الرسل إلى الملوك والزعماء يدعوهم إلى الإسلام.
• تصرفات الإمام في مجال التمثيل السياسي الدولي في الشريعة الإسلامية، للباحث: عبد الولي بن عبدالواحد الشلفي، رسالة ماجستير في الفقه الإسلامي من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى 1428هـ.
• فقه المتغيرات في علائق الدولة الإسلامية بغير المسلمين، د.سعد بن مطر العتيبي.
• أحكام الرسل والسفراء في الفقه الإسلامي، جمال أحمد جميل نجم، رسالة ماجستير من جامعة النجاح الوطنية بفلسطين، منشورة على الشبكة العنكبوتية.
• أحكام السفارة في الفقه الإسلامي، أحمد غالب “محمد علي” الخطيب، رسالة دكتوراه من الجامعة الأردنية 2005، منشورة على الشبكة العنكبوتية.
• كتاب السفارات في الإسلام، لمحمد تابعي.
• كتاب: التمثيل السياسي في العهد النبوي للدكتور مبارك محمد الحربي.