التجارب الطبية في الجنين – استعمال السقط في أمور علاجية.
قد يحدث أن يتم إجهاض المرأة، سواء أكان الإجهاض تلقائيًا أي عفويًا، وهو أن يحـدث دون سـبب ظــاهر أو دون إحداث شخصٍ ما، أو عمدًا،وهو ما يسمى بالإجهاض المحـدث أو الجنائي،وقد يحدث أن تكون هذه الأجنة فائضة تم الحصول عليها بالتلقيح الصناعي خارج الرحم.
فهل يمكن الانتفاع بهذه الأجنة في أغراض علمية أو علاجية،فتتحقق بذلك مصلحة معتبرة شرعًا، أم يحرم الانتفاع بها بأي وجه من الوجوه سدًا للذريعة،وحماية لجسد الجنين من المساس به،آدميا وبخاصة بعد نفخ الروح فيه؟ هذا من جانب.
ومن جانب آخرعرف العلم الحديث وفي إطار الهندسة الوراثية ما يسمى بالخلايا الجذعية،وهي:خلايا المنشأ التي يخلق منها الجنين،ولها القدرة –بإذن الله تعالى- في تشكيل مختلف أنواع جسم الإنسان،ويتم الحصول على الخلايا الجذعية بأكثر من طريق، منها:البويضات الملقحة الزائدة عن الحاجة،والأجنة المجهضة اختياريًّا،والأجنة الناتجة من الاستنساخ العلاجي.
والخلايا الجذعية ليست نافعة فقط لصاحبها الذي قد يصاب بأمراض ويمكنه الاستفادة من تلك الخلايا، بل ويمكنه كذلك التبرع بها لغيره، وقد استُعملت بالفعلفي علاج حالات مرضية، وكانت بديلًا ناجحًا لعملية زراعة النخاع العظمي الخطيرة، كما أنها من الناحية الطبية تعدُّ بديلًا عن التبرع بالأعضاء؛ حيث يمكن إعادة بناء الخلايا التالفة للمريض.
ومن الثابت أنه لا فرق بين زراعة الخلايا الجذعية وبين زراعة سائر خلايا الإنسان الأخرى، كما أنه لا فرق بين زراعة الخلايا وبين زراعة أعضاء الإنسان؛ لأن أعضاء الإنسان ما هي إلاَّ مجموعات من الخلايا، والخلية هي الوحدة التركيبية والوظيفية للكائن الحي.
ولبيان الحكم الشرعي في هذه المسألة نخصص لكل نوع من أنواع الانتفاع بالأجنة مسألة، ويأتي الحكم فيالمسائل الثلاثة التالية، وذلك أن الانتفاع بالأجنة ثلاثة أنواع:
أولاً: الأجنة الفائضة عن الحاجة وحكم الانتفاع بها.
ثانيًا: الانتفاع بالخلايا الجذعية
ثالثًا: الانتفاع بالمشيمة
1. أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة، د.محمد نعيم ياسين، دار النفائس – الأردن
2. إجراء التجارب على الأجنة المجهضة والأجنة المستنبتة، د. محمد علي البار، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، سنة: 1400م، العدد:6، ج3.
3. الاستفادة من الأجنة المجهضة أو الزائدة عن الحاجة في التجارب العلمية وزراعة الأعضاء، د. مأمون الحاج علي إبراهيم، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، سنة: 1410م، العدد:6، ج3، ص1820.
4. الاستنساخ الخلوي والجيني في ميزان الشرع، د.ليلى بنت سراج صدقة أبو العلا، بحث منشور بمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، العدد الرابع والسبعون، رمضان 1429.
5. البويضات الملقحة الزائدة عن الحاجة ماذا نفعل فيها؟ د. مأمون الحاج إبراهيم، ضمن ندوة: الرؤية الإسلامية لبعض المشكلات الطبية المعاصرة، (د.ط)، المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، 1407.
6. حدود التصرف في الأعضاء البشرية في الفقه الإسلامي والقانون المدني، دراسة مقارنة، د. افتكار مهيوب، (د.ط)، مكتبة شادي عبدالخالق، صنعاء، 1427.
7. حقيقة الجنين وحكم الانتفاع به في زراعة الأعضاء والتجارب العلمية، د. محمد نعيم ياسين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد: 6، ج3.
8. حكم الاستفادة من الأجنة المجهضة أو الزائدة عن الحاجة، د. عبدالسلام العبادي، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، سنة: 1400، العدد:6.
9. الخلايا الجذعية والقضايا الأخلاقية والفقهية، د. محمد علي البار مقدم إلى مؤتمر الهندسة الوراثية بين الشريعة والقانون،جامعة الإمارات.