الاحتفاظ بصور ذوات الأرواح للذكرى
مسألة رقم 89
يحتفظ كثير من الناس بصورهم الشخصية، أو صور أقاربهم أو غيرهم، التقطت في مناسبات، كالزواج أو الرحلات أو نحو ذلك من الاحتفالات, فما حكم الاحتفاظ بها بالجوال أو بجهاز الحاسوب أو غير ذلك؟
لا يختلف العلماء في منع الاحتفاظ بالصور إذا كان الهدف منه التعظيم والتبجيل لأصحاب تلك الصور، وإنما اختلفوا فيما يحتفظ به الناس على سبيل الذكرى والتأريخ.
وللمعاصرين في ذلك اتجاهان:
الاتجاه الأول: لا يجوز اقتناء صور ذوات الأرواح من الآدميين وغيرهم للذكرى, ولا جمعها, بل يجب إتلافها، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، وهو قول الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين؛ لحديث علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تدع صورة إلا طمستها) [مسلم (2243)]. ولأن اتخاذ تلك الصور, والاحتفاظ بها يوجب التعلق بهؤلاء الأقارب أو الأصدقاء تعلقًا لا ينفك عنه, وهذا يؤثر تأثيرًا بالغًا على محبة الله ورسوله وشرعه, كما يوجب تشطير المحبة بين هؤلاء الأصدقاء, وما تجب محبته شرعًا, وهذا يشمل جميع الصور المسطحة يدوية كانت أو آلية, أما صور الجمادات، كالجبال والأشجار ونحو ذلك فلا بأس به.
الاتجاه الثاني: لا حرج من الاحتفاظ بالصور التي يلتقطها الشخص ما لم يكن الهدف من الاحتفاظ بها تعظيم أصحابها، أو التعلق بأهل الفسق والفجور، أو تحتوي تلك الصور على محظور شرعا، وعليه فتوى دار الإفتاء المصرية، ودائرة الإفتاء في الإماراتية.
1. أحكام التصوير في الفقه الإسلامي, محمد واصل ص(320).
2. الشرح الممتع، للشيخ ابن عثيمين (2/201).
3. فتاوى اللجنة الدائمة (1/701).
4. القول المفيد، للشيخ ابن عثيمين (3/204).
5. لقاء الباب المفتوح (202).
6. موقع دار الإفتاء المصرية، فتوى (486). www.dar-alifta.org
7. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة, للشيخ ابن باز (4/225).
8. موقع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية الإماراتية، فتوى (1376) www.awqaf.ae