الأطعمة الحيوانية المعالجة بالمضادات الحيوية
مسألة رقم 5
المضادات الحيوية هي: مادة مشتقة من كائن حي تدخل الجسم إما عن طريق الفم أو الحقن، وتسري بعد ذلك خلال الدم لتصل إلى الجزء المصاب حيث تعمل على قتل الجرثوم الذي هاجم الجسم وتبطل مفعوله.
والمراد بالأطعمة الحيوانية المعالجة بالمضادات هو تلك الأطعمة التي عولجت بالمضادات واستخدمت فيها على النحو التالي:
1- إطعام الحيوانات قبل الذبح بالمضادات الحيوية مع الغذاء لمدة طويلة أو قصيرة.
2- حقن الحيوانات بالمضادات الحيوية قبل الذبح بمدة وجيزة.
3- حقن الذبائح بعد الذبح بالمضادات الحيوية.
4- وضع المضادات الحيوية على سطح اللحم أو خلطها به، كما في السجق أو في اللحوم المفرومة.
5- استعمال المضادات الحيوية للتعقيم كبديل أو كعامل مساعد لها بتخفيض درجة الحرارة في المعلبات.
اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم الأطعمة الحيوانية المعالجة بالمضادات الحيوية على اتجاهين:
الاتجاه الأول: جواز هذه الأطعمة.
الاتجاه الثاني: عدم جوازها.
وهذا الخلاف منهم مبني على اختلاف المختصين في تلك المضادات، ومدى تأثيرها على الحيوان، حيث انقسموا إلى فريقين:
الأول: يرى أن المضادات الحيوية مضادات جرثومية آمنة وفعالة، وهي مركبات غير سامة، تستخدم لتثبيط نمو الجراثيم، ولمنع تكون السموم في الأغذية الحيوانية، ولا مانع من استخدامها في وقاية علاج الحيوان.
والثاني: يرى أن المضادات الحيوية مركبات سامة وضارة بالإنسان والحيوان والبيئة، وهذا رأي الأغلبية من العلماء المختصين، ورأي منظمة الصحة العالمية.
ولكل رأي ما يؤيده من حيث التجارب والبحوث العلمية المستفيضة.
وبحوث علماء الشريعة في ذلك حسب تأثير تلك المضادات والضرر الحاصل من إعطائها الحيوان؛ فمن غلب جانب الضرر قال بالمنع؛ عملاً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا ضرر ولا ضرار» [ابن ماجه (2340)]، وإجراء للقاعدة العامة: (الضرر يزال).
وقد ثبت منع استخدام بعض أنواع المضادات بيطريًّا، مثل: (الكلوراموفينيكول) حيث مُنع في أوربا في 23/8/1994م؛ لما يتسبب فيه من تغييرات في النخاع وفيه ضرر، والضرر لا يقره الإسلام، كما تقدم.
ومن رأى حل تلك الحيوانات نظر إلى قلة الضرر، وعظم المنفعة الحاصلة من إعطاء تلك المضادات للحيوانات، وأنها من الإحسان إلى الحيوان، والله تعالى يقول: (وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [البقرة: ١٩٥] وإعطاء المضاد للحيوان يعدّ من الإحسان إليه، والرفق به، وذلك بعد تشخيص المرض، ومعرفة مسبباته، وعزل الجرثوم.
1. بدائل المضادات الحيوية من الطبيعة، ليون شاتو.
2. صحة اللحوم، التلوث الجرثومي والكيميائي للحوم، للدكتور علاء مرشدي، دار المريخ، الطبعة الأولى 1414هـ.
3. المواد الحافظة للأغذية، للدكتور عصمت الزلافي ص56 وما بعدها.
4. النوازل في الأطعمة، بدرية الحارثي، 1/255-322.