أن يطلب من أمناء المساجد إغلاق أبوابها بعد أداء الصلوات المكتوبة.
لا بأس بإغلاق المسجد في غير أوقات الصلاة لصيانته أو لحفظ محتوياته من فرش وغيرها إذا خشي عليها الضياع، وقد تكلم الفقهاء قديما عن هذه المسألة، قال النووي في المجموع: “قال الصيمري وغيره من أصحابنا: لا بأس بإغلاق المسجد في غير وقت الصلاة لصيانته أو لحفظ آلاته هكذا قالوه، وهذا إذا خيف امتهانها وضياع ما فيها ولم يدع إلى فتحها حاجة.
فأما إذا لم يخف من فتحها مفسدة ولا انتهاك لحرمتها وكان في فتحها رفق بالناس فالسنة فتحها كما لم يغلق مسجد رسول الله ﷺ في زمنه ولا بعده.انتهى”([1]).
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي: “ويجوز قفل المسجد في غير أوقات الصلاة. انتهى”.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية السؤال التالي:
س/ هل كانت المساجد في عهد رسول الله ﷺ تقفل في الليل ويخرج منها المسلمون الذين جاءوا لزيارة الأماكن المقدسة وينامون حول سور المسجد من الخارج؟
ج: لم تكن المساجد تقفل في عهد رسول الله ﷺ فيما علمنا، وكانت غير مفروشة، وكان الناس أتقى لله من أن يفسدوا فيها أو يقذروها، فلما فرشت المساجد ووجد فيها ما يخاف عليه من السراق، وكثر جهل الناس وحصل من بعضهم الفساد في المساجد – جاز لولي الأمر قفل ما يرى منها إذا رأى المصلحة في ذلك؛ صيانةً لها وحفاظًا على ما يوجد فيها، وحمايةً لها من إفساد السفهاء.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
1. أحكام المساجد في الشريعة الإسلامية، إبراهيم الخضيري، ص(101ـ102).
2. فتاوى اللجنة الدائمة: (6/312) رقم الفتوى: (2014).
3. موقع إسلام ويب، فتوى(63687) http://www.islamweb.net