قسم العباداتباب الطهارة

أثر الغسيل الكلوي في الطهارة

مسألة رقم 13

العناوين المرادفة

التنقية الكلوية ـ الفشل الكلوي ـ الغسيل الدموي ـ الغسيل الديلزي( ) ـ الغسيل البريتوني( ) ـ الغسيل الصفاقي ـ الإنفاذ الدموي.

صورة المسألة

غسيل الكلى طريقة تستخدم لعلاج قصور الكلى لتنقية الدم من السموم والفضلات التي تتراكم فيه نتيجة عجز الكلى عن طرحها إلى خارج الجسم.
ويتم ذلك بطريقتين:
الأولى: تتم عن طريق آلة تعرف بالكلية الصناعية، التي تقوم بضخ الدم من جسم المريض إلى أغشية اصطناعية يمر من خلالها الدم إلى سائل الإنفاذ أو التنقية الموجود في الجهاز، فينقى الدم من المواد السامة، ويعاد مرةً أخرى إلى الجسم، وتُجرى هذه الطريقة للمريض ثلاث مرات في الأسبوع، تستغرق مدة 4 – 5 ساعات في كل مرة.
والطريقة الثانية: الغسيل الصفاقي (البريتوني): وينقى الدم في هذا النوع عبر الغشاء الصفاقي الموجود في التجويف البطني، وله طريقتان:
الأولى: الغسيل الصفاقي الآلي المتقطع:
وتعتمد على استخدام جهاز يركب فيه سائل التنقية، ويقوم بتفريغ هذا السائل في التجويف البطني عن طريق القسطرة المثبتة في البطن، ثم يسحب السوائل السامة المتجمعة في البطن، ويفرغها في أكياس موجودة في الجهاز، وتكون هذه العملية أثناء النوم غالباً، يقوم الجهاز فيها بالتفريغ والسحب لفترة تتراوح من 7 – 10 ساعات.
الطريقة الثانية: الغسيل اليدوي المستمر:
وفيها يقوم المريض بوصل كيس بلاستيكي شفاف يحتوي على سائل التنقية بأنابيب متصلة بالقسطرة التي في التجويف البطني، ويتم تفريغ هذا السائل عن طريقها إلى التجويف البطني، ويترك لمدة 4 – 8 ساعات، تنتقل خلالها المواد السامة إلى السائل، وبعد مضي هذه الفترة يعاود المريض فتح الأنبوب وتفريغ السائل المحمل بالمواد السامة والزائدة عن حاجة الجسم، ويكرر هذه الطريقة من 3 – 5 مرات يومياً.
فما أثر ذلك على الوضوء؟

حكم المسألة

يلاحظ أن في طريقة الغسيل بالكلية الصناعية يتم إخراج الدم من جسم الإنسان ثم إعادته بعد تنقيته، وفي الطريقة الثانية يتم إخراج سائل محمل بالفضلات والسموم، يشبه تماما البول في جميع خصائصه.

والفقهاء قديما اختلفت نظرتهم إلى ما ينقض الوضوء، فبعضهم نظر إلى المخرج دون الخارج، وبعضهم نظر إلى الخارج دون المخرج، وبعضهم نظر إلى الأمرين معا، فاشترط للنقض خروج الخارج المعتاد من المخرج المعتاد.

فهنا مسألتان، إحداهما فيها خروج الدم من جسم الإنسان، والثانية فيها خروج للبول من غير مخرجه الأصلي.

 

حكم الطريقة الأولى: الغسيل الكلوي.

اختلف المعاصرون في هذه المسألة على اتجاهين:

الاتجاه الأول: انتقاض الوضوء بالغسيل الكلوي، وبه أفتتت اللجنة الدائمة للإفتاء([1]).

فقد ورد إلى اللجنة الدائمة السؤال التالي: قبل الشروع في عملية الغسيل يكون المريض على وضوء، وأثناء الغسيل يخرج مع الدم ماء، وهذا الدم الذي يخرج يعتبر بمثابة البول الذي يخرج من الشخص العادي السليم. هل هذا الماء الذي يخرج يعتبر بمثابة بول ينقض الوضوء؟

ج: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء، أجابت بما يلي:

أولا: بالنسبة للوضوء، فإنه ينتقض بخروج الدم الكثير من الجسم، سواء أكان خروجه من أجل الغسيل الكلوي أم غيره؛ لأنه خروج نجس كثير من البدن).

 

الاتجاه الثاني: عدم انتقاض الوضوء بالغسيل الكلوي، وهو اختيار الشيخ ابن عثيمين([2])، وكثير من الباحثين المعاصرين([3]).

وسبب الخلاف في هذه الصورة هل خروج الدم من غير السبيلين ناقض للوضوء أم لا؟

 

حكم الطريقة الثانية: الغسيل الصفاقي.

اختلف المعاصرون في هذه الطريقة أيضا على اتجاهين:

الأول: انتقاض الوضوء بالغسيل الصفاقي، وهو مقتضى فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء، إذ أفتت بأن خروج البول من غير المخرج المعتاد ناقض للوضوء، وعليه كثير من الباحثين([4]).

ووجهه: أن أهل الخبرة ذكروا أن السائل الذي يخرج بالغسيل البريتوني يحمل نفس مكونات البول وصفاته.

 

الاتجاه الثاني: عدم انتقاض الوضوء بالغسيل البريتوني، وهو قول بعض الباحثين([5]).

ووجهه: أن الخارج عبارة عن محلول محمل بالفضلات السامة، ولا يسمى بولا لا عرفا ولا طبًّا. ولو سلِّم بأن فيه بعض خصائص البول فهو خارج من غير مخرجه الطبيعي، فلا ينقض الوضوء


([1]) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، (6/369).

([2]) مجموع فتاوى ابن عثيمين (20/113)، والشرح الممتع (1/179).

([3]) التنقية الكلوية للخميس ص(258)، النوازل الفقهية وأحكامها في الطهارة للقرافي ص(138)، فقه القضايا المعاصرة لأبوزيد ص(315)، أثر الأجهزة الطبية في العبادات للطويرش ص(46)، فقه النوازل في العبادات للمشيقح ص(23)، أثر الغسيل الكلوي في الطهارة والصلاة للجهني ص(241).

([4]) النوازل الفقهية وأحكامها في الطهارة للقرافي ص(138)، أثر الأجهزة الطبية في العبادات لإيمان الطورش ص(46)، فقه النوازل في العبادات، خالد المشيقح ص(25)، أثر الغسيل الكلوي في الطهارة والصلاة للجهني ص(245).

([5]) التنقية الكلوية للخميس ص(252، 268)،

المراجع

1. أثر الأجهزة الطبية في العبادات، إيمان الطويرش.
2. أثر التداوي في الطهارة والصلاة والحج، أحمد الفهد.
3. أثر الغسيل الكلوي في الطهارة والصيام، أحمد الجهني، مجلة الجمعية الفقهية السعودية، العدد(4).
4. التنقية الكلوية وأثرها في العبادة، عبدالله بن عبدالواحد الخميس، مجلة جامعة الإمام، ع(38).
5. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى الطب وأحكام المرضى (1/40).
6. فقه القضايا المعاصرة في العبادات، عبد الله بن بكر أبو زيد.
7. فقه النوازل في العبادات، خالد بن علي المشيقح.
8. مجموع فتاوى ابن عثيمين (2/113).
9. النوازل الفقهية في الطهارة والصلاة، باسم القرافي.

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى