حكم استعمال الصائم للإبر المغذية.
يحتاج بعض المرضى إلى تغذيتهم عن طريق حقن، وتكون مؤلفة من محلول مائي يحتوي على الجلوكوز والأملاح والماء وربما أضيف إليه مواد وبعض العلاجات، فهذه الإبر المغذية تعطى عن طريق الوريد، فهي تدخل إلى الدم مباشرة، فهي لا تصل إلى الجوف والمعدة لكنها تقوم مقام الأكل والشرب، ولهذا قد يبقى المريض مدة طويلة معتمدا عليها من غير أن يأكل أو يشرب شيئا، فما أثر هذه الحقن على صحة الصيام؟
اختلف فيها الفقهاء المعاصرون على اتجاهين:
الاتجاه الأول: أنها تفطر الصائم، وإليه ذهب مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومعظم العلماء المعاصرين، ومن أبرز من اختاره من المعاصرين: الشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ عبد العزيز بن باز, والشيخ محمد العثيمين رحمهم الله تعالى.
وعلل أصحاب هذا القول بأن الإبر المغذية في معنى الأكل والشرب، فإن المتناول لها يستغني بها عن الأكل والشرب وربما بقي المريض مدة طويلة معتمدا عليها من غير أن يأكل أو يشرب شيئا، وهذا يدل على أنها تقوم مقام الأكل والشرب فيحصل بها الفطر للصائم.
الاتجاه الثاني: أنها لا تفطر، وهو قول الشيخ محمد بخيت، والشيخ محمد شلتوت، والشيخ سيد سابق.
وعللوا لقولهم بأن مثل هذه الحقنة لا يصل منها شيء إلى الجوف من المنافذ المعتادة أصلا، وعلى فرض الوصول فإنما تصل من المسام فقط، وما تصل إليه ليس جوفا، ولا في حكم الجوف.
1. الدين الخالص، محمود خطاب السبكي (8/457). قرارات
2. الفتاوى، محمود شلتوت ص(136).
3. فقه السنة، سيد سابق (3/244).
4. فقه القضايا المعاصرة في العبادات، عبدالله أبوزيد(2/356).
5. مجمع الفقه الإسلامي الدولي قرار رقم 93 (1/10).
6. مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/258).
7. مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين (19/219 -221).
8. مفطرات الصيام المعاصرة، أحمد الخليل ص(66-68).