قسم العباداتباب الصيام

أثر استخدام القسطرة على الصيام

مسألة رقم 123

صورة المسألة

القسطرة: هي أن يوضع للمريض في مجرى البول قِسْطار (ماسور بلاستيكي) يسبب إخراج البول دون إرادة المريض، ويتجمع هذا البول في كيس ويكون معلقاً, وإنما يلجأ الطبيب أن يضع للمريض هذا القسطار: إما لأن المريض لا يقدر أن يتبول تبولاً طبيعياً، وإما أن المريض يشق عليه أن يذهب للخلاء، فما أثر استخدام هذه القسطرة على صحة الصيام ؟

حكم المسألة

بحث الفقهاء المتقدمون مسألة: إذا أدخل إحليله مائعا أو دهنا، واختلفوا فيها على قولين([1]):

القول الأول: أن التقطير في الإحليل لا يفطر، وإليه ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة.

وعللوا لقولهم بأنه ليس بين باطن الذكر والجوف منفذ، وحينئذ لا وجه للقول بأن التقطير في الإحليل يفسد الصيام.

 

القول الثاني: أن التقطير في الإحليل يفسد الصيام، وهو الصحيح عند الشافعية وقال به أبو يوسف من الحنفية وقيده بوصوله إلى المثانة.

وعللوا لذلك بأن بين المثانة والجوف منفذا، لأنه منفذ يتعلق الفطر بالخارج منه، فتعلق بالواصل إليه كالفم.

وأما الأطباء في الوقت الحاضر فيقررون بوضوح أنه ليس بين المثانة والمعدة منفذ لا من قريب ولا من بعيد.

وعلى هذا الخلاف يتخرج الكلام عن مسألة أثر القسطرة على صحة الصيام، فعلى قول الجمهور الذي يؤيده رأي الأطباء لا أثر للقسطرة على صحة الصيام، وبهذا أخذ مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي رقم: 93 (1/10) بشأن المفطرات في مجال التداوي: – الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: وذكر منها: -إدخال قسطرة (أنبوب دقيق) في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء.

وعلى قول الشافعية ومن وافقهم تكون القسطرة مفسدة للصيام.


([1]) بدائع الصنائع (2/93), مواهب الجليل (2/422), حاشيتا قليوبي وعميرة (2/73),شرح منتهى الإرادات (1/489).

المراجع

1. أثر التداوي على الصلاة والصيام، زينب عياد حسن عبدالله، جامعة الإمام، مؤتمر الفقه الإسلامي الثاني.
2. مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ع:10 0(2/289).
3. مفطرات الصيام المعاصرة للخليل ص(16 -31, 75 -76).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى