قسم الأقليات المسلمةباب العبادات

خطبة الجمعة والعيدين بغير العربية

مسألة رقم 6

العناوين المرادفة

الخطبة بغير اللغة العربية.

صورة المسألة

يحدث في بلاد غير المسلمين أن يدخل كثير من أهالي هذه البلاد الإسلام، ويحضروا صلاة الجمعة والعيدين، وإن ألقيت الخطبة باللغة العربية فلن يفهموها فهل يجوز إلقاء الخطبة بغير اللغة العربية؟

حكم المسألة

تضافرت فتاوى وقرارات الجهات العلمية على الجواز للحاجة، ومنهم من قيد ذلك بأن يتعلموا العربية أو بعضهم، فمن ذلك:

1- يرى مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في قراره الخامس أن استخدام اللغة العربية في أداء خطبة الجمعة والعيدين في غير البلاد الناطقة باللغة العربية ليس شرطاً لصحتها، والأفضل أداء مقدمات الخطبة وما تتضمنه من آيات قرآنية باللغة العربية لتعويد غير العرب على سماع العربية والقرآن، مما يسهل عليهم تعلمها وقراءة القرآن باللغة التي نزل بها ثم يتابع الخطيب ما يعظهم به بلغتهم التي يفهمونها([1])‏.

2- وترى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أنه يجوز لخطيب الجمعة أن يخطب بالعربية في البلاد التي لا يعرف أهلها أو السواد الأعظم من سكانها اللغة العربية، ثم يترجمها إلى لغة بلاده، ليفهموا ما نصحهم وذكرهم به، فيستفيدوا من خطبته، وله أن يخطب الجمعة بلغة بلاده مع ترجمتها باللغة العربية، وهو أولى؛ جمعاً بين الاهتداء بهدي النبي ﷺ في خطبه وكتبه، خروجاً من الخلاف في ذلك ([2])‏.

3- ويرى المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث أن الأصل أن تكون الخطبة باللغة العربية، ولكن إن قل أو انعدم من يفهم العربية من الحاضرين، فلا مانع في أن تكون بلغتهم([3])‏.

4- ويرى فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم-مفتي الديار السعودية سابقاً-: أن الأصل إلقاء الخطبة باللغة العربية، وإذا كان جميع الحاضرين لا يفهمون خطبة الجمعة لجهلهم اللغة العربية، فينبغي للخطيب أن يشرح لهم معانيها باللغة المحلية بعد الفراغ من إلقائها، لتحصل لهم الفائدة المقصودة من الخطبة([4])‏.

5- ويرى الشيخ محمد رشيد رضا في فتاويه، أنه لا مانع من الترجمة على أن يكون الفصل بين الخطبة والصلاة يسيراً لا يزيد على قدر ركعتين، واستحسن أن تتم ترجمة الخطبة بعد الانتهاء من الصلاة([5])‏.

6- واستحسن البعض أن تتم أركان الخطبة باللغة العربية (الابتداء بالحمد، قراءة آية أو أكثر من القرآن، الصلاة على رسول الله، الوصية بتقوى الله، الدعاء للمسلمين) ثم يأتي الوعظ بلغة السامعين للحاجة والعذر، أو أن تلقى الخطبة بالعربية، ثم تترجم سواء في أثنائها أو بعد الانتهاء من الصلاة، سواء من قِبَل الخطيب نفسه، أو من آخر يقوم مقامه([6])‏.

7- إذا لم يكن في الجماعة من يحسن العربية، جاز أن يخطب فيهم بغير العربية مدة تعلّمهم العربية، بحيث لو مضى زمن التعلم ولم يتعلم منهم أحد العربية، عصوا بذلك، ولا تنعقد لهم جمعة([7])‏.

 

أهم الأدلة:

1- أُرْسِلَ النبي ﷺ بلغة قومه ليبين للناس ما أنزل إليهم، وما من نبي إلا وفعل ذلك، يقول تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم 4]، ويقول تعالى:(وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور 54]، ولا يكون البلاغ مبيناً إلا إذا كان بلسان يفهمه المخاطب.

2- الغرض من خطبتي الجمعة والعيدين هو وعظ الناس وإرشادهم وتذكيرهم، ولا يتم هذا إلا عن طريق اللغة التي يفهمونها.

3- أمره ﷺ بتعلّم لغات الأقوام الآخرين.

4- قوله ﷺ : “صلوا كما رأيتموني أصلي”. وهو قد يستدل به على وجوب الخطبة بالعربية, وعدم الفصل بينها وبين الصلاة بالترجمة.


([1]) انظر: قرارات المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي.

([2]) انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرازق الدويش، ج 7 ص 253 فتوى رقم 1495، ورقم 6812 وما بعدها، دار المؤيد.

([3]) انظر الفتوى على موقع المجلس الأوربي على الإنترنت بتاريخ 24-8-2009م.

([4]) انظر: فتوى 1086 في27-5-1389هـ.

([5]) انظر: فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا ج 3 ص 1093- 1094 جمع وتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد دار الكتاب الجديد بيروت لبنان.

([6]) انظر: من فقه الأقليات المسلمة خالد محمد عبد القادر ص 109- 110، من سلسلة كتاب الأمة العدد 61، سنة 17 رمضان 1418هـ.

([7]) انظر: الفتاوى الإسلامية من دار الإفتاء المصرية ج 5 ص 1705 وما بعدها.

المراجع

• قرارات المجمع الفقهي الإسلامي.
• فتاوى اللجنة الدائمة لبحوث العلمية والإفتاء جمع وترتيب أحمد بن عبد الرازق الدويش المجلد السابع دار المؤيد.
• موقع المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث.
• فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم.
• فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا، جمع وتحقيق: الدكتور صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد بيروت لبنان.
• من فقه الأقليات المسلمة، خالد محمد عبد القادر، من سلسلة كتاب الأمة العدد 61، سنة 17 رمضان 1418هـ.
• الفتاوى الإسلامية من دار الإفتاء المصرية، القاهرة1402هـ 1981م.

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى