قسم العباداتباب الصلاة

حكم حضور صلاة الجماعة للمدخن

مسألة رقم 36

صورة المسألة

الدخان: التبغ المعروف، ويسمى عند البعض “السيجارة”، له رائحة كريهة، فهل يمنع شاربه من حضور الجماعة؟

حكم المسألة

اختلف المعاصرون في حكم دخول شارب الدخان المسجد للصلاة مع الجماعة، على اتجاهين:

الاتجاه الأول: جواز دخوله المسجد والصلاة مع الناس، ومهو مقتضى فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، حيث سئلت([1]):

س/ إذا كان فيه شخصان: أحدهما يشرب الدخان ولا يحلق ذقنه، والآخر يحلق ذقنه. من أحقهم بالإمامة؟ إذا كانوا سواسية في قراءة القرآن وعلم السنة، وجماعتهم الذين عندهم لا يحسنون قراءة القرآن؟

الجواب:

شرب الدخان وحلق اللحية كلاهما معصية لله عز وجل، فإذا كان كل منهما صالحًا للإمامة ولا يوجد من الجماعة من هو أفضل منهما فمن صلى منهما إمامًا صحت إمامته والصلاة خلفه، ولكن الذي لا يحلق لحيته أولى من الذي يحلقها؛ لأن حلق اللحية معصية ظاهرة في وجهه، أما شرب الدخان فقد يخفى ولا يعلمه من وراءه، ونسأل الله الهداية لهما جميعًا).

ومفاد هذه الفتوى عدم نهي شارب الدخان عن الحضور للمسجد.

 

الاتجاه الثاني: إلحاق شارب الدخان بآكل الثوم والبصل، وأنه ممنوع من دخول المسجد حتى تذهب عنه الرائحة، وبه أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله، فمن فتاويه أنه سئل([2]): “ما هو وجه الكراهة في دخول المسجد لمن أكل ثوماً أو بصلاً، وما هو الفرق في نظر الإسلام بين رائحة الثوم والبصل ورائحة الدخان، حيث إن المصلين من المدخنين يرتادون المسجد للصلاة ورائحتهم نتنة من شرب الدخان، ولكنهم لا يبالون بذلك. أرجو إيضاح الفرق بين كراهة دخول المسجد للمدخن وآكل الثوم والبصل. جزاكم الله خيراً

فأجاب رحمه الله: “ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: (من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مصلانا وليقعد في بيته فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم) [مسلم (564)]، والأحاديث في هذا كثيرة، وثبت عن النبي ﷺ أنه أمر بإخراج من وجد منه ريح ثوم أو بصل من المسجد، والعلة في ذلك أن المصلين والقراء والملائكة كلهم يـتأذون من الرائحة الكريهة، وكل ما كان له رائحة كريهة كالدخان فإنه يلحق بالثوم والبصل ونحوهما بمنعهم من المسجد حتى يستعمل ما يزيل الرائحة الكريهة. ويلحق بذلك من كان به رائحة مؤذية من إبطيه ونحوهما، تعميماً للعلة التي نص عليها رسول الله ﷺ . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.


([1]) فتاوى اللجنة الدائمة: رقم(3122).

([2]) موقع الشيخ ابن باز، فتوى رقم(4572) http://www.binbaz.org.sa

المراجع

1. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، رقم(3122).
2. فتاوى نور على الدرب (11/315).
3. القول المبين في أخطاء المصلين، لمشهور حسن سلمان ص(206).
4. النوازل في الطهارة والصلاة لباسم القرافي، (533-534).
5. موقع الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.binbaz.org.sa

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى