قسم العباداتباب الجهاد

حكم توزيع الغنائم على الجيوش النظامية المعاصرة

مسألة رقم 203

صورة المسألة

يرجع أصل توزيع الغنائم إلى قول الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنفال: 41].
فالغنيمة يؤخذ خمسها للأصناف المذكورة في الآية والأخماس الأربعة توزع على الغانمين باتفاق جمهور أهل العلم. وقال بعض المالكية: مال الغنيمة موقوف على رأي الإمام يصرفه في مصالح المسلمين، وإن شاء قسمه بين الغانمين.
وإذا كان هذا التوزيع للغنائم يتفق مع حالة المحاربين في عهد فتوحات الإسلام الأولى حيث كان المجاهد يتولى الإنفاق على نفسه وفرسه ويقاتل بسلاحه؛ فهل يتفق هذا مع تنظيمات الجيوش الحديثة؟

حكم المسألة

ذهب جماعة من الفقهاء والباحثين المعاصرين مثل: مصطفى الزرقاء، ووهبة الزحيلي وغيرهما إلى أن للإمام أن يتصرف في الغنائم في العصر الحديث بحسب ما تمليه المصلحة العامة؛ نظرا لما طرأ من تغيرات في نظم الجيوش المعاصرة، حيث تخصص لها الميزانيات الضخمة من مالية الدولة لدفع مرتبات الجنود وتأمين الملابس والتجهيزات العسكرية والأسلحة والذخيرة؛ وكل ذلك لم يكن متاحا للجنود في صدر الإسلام. وقد بنوا حكمهم هذا على بعض الحالات المشابهة:

1-عندما كفي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما مؤونتهم من بيت مال المسلمين؛ لم يأخذوا من الخمس شيئا؛ بل رداه في مصالح المسلمين من الكراع وعدة الحرب.

2-إن من يخرج مجاهدا واسمه مسجل في الديوان من أهل الأعطيات لا يعطى من مصرف (في سبيل الله) من الزكاة؛ لأنه أعطي من بيت المال مايغنيه عن الزكاة.

3-إن العامل على الزكاة إذا أعطي له أجر من بيت المال؛ لا يستحق من الزكاة شيئا بل يسقط سهمه؛ مع كونه منصوصا عليه في القرآن الكريم، ولكن أغني من بيت المال؛ فسقط حقه في الزكاة.

وأضافوا: بأن الغنائم المنقولة في الماضي كانت من الأسلحة الشخصية والأمتعة الفردية؛ أما اليوم فإن المغانم تدخل فيها الدبابات والمدافع والطائرات والسفن والصواريخ، وهذه لا يستطيع فرد واحد تشغيلها أو الاستفادة منها، ويمنع تواجدها خارج الجيوش.

المراجع

1. آثار الحرب في الفقه الإسلامي، وهبة الزحيلي ص(643).
2. اقتصاديات الحرب في الإسلام، غازي التمام ص(194).

مسائل ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى