دفع الهدية للكافر.
مهاداة الكافر.
قيام المسلم الذي يعيش خارج ديار الإسلام بإهداء غير المسلم؛ نظرا لما تقتضيه الإقامة هناك من التواصل الاجتماعي مع غير المسلمين، وهذا يتطلب إحسان التعامل معهم، وتبادل الهدايا.
يجوز الإهداء للكافر غير الحربي بغرض تأليف قلبه وتحبيبه في الإسلام.
وهو ما قرره المجلس الأوروبي للإفتاء([1])، وقد نص على الجواز شيخ الإسلام ابن تيمية ولكنه استثنى الإهداء إليه بمناسبة عيده الديني، فيحرم كما في اقتضاء الصراط المستقيم([2])، وأخذ بهذا أيضاً المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي([3]).
واستدلوا على ذلك بما يلي:
– قول الله تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) [الممتحنة: 8-9].
فالآية صريحة في جواز الإحسان والبر للمسالمين من الكفار ويدخل في هذا صلتهم ومهاداتهم.
– ما روا ه الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي مشركة، وهي راغبة (أي في صلتها والإهداء إليها) أفأصلها؟ قال: صلي أمك” رواه البخاري (ح 2620) ومسلم (ح 1003)
– ما جاء أن رسول الله ﷺ جاءته حلل فأعطى عمر منها حلة فقال عمر: يا رسول الله كسوتنيها، وقد قلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال رسول الله ﷺ : إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخا له مشركا بمكة ” رواه البخاري (ح 886) ومسلم (ح 2068).
– عمومات الأحاديث في مشروعية الهدية، كحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يقبل الهدية ويثيب عليها رواه البخاري (ح 2585). أي: يرد بمثلها، أو أحسن منها.
– يحرم الإهداء للكافر بمناسبة عيده الديني؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم وفيه موافقة وإعانة لما هم فيه من الضلال.
• اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
• قرارات المجلس الأوروبي للإفتاء.
• قرارات مجمع الفقه التابع لرابطة العالم الإسلامي.
• فقه الأقليات المسلمة للشيخ: خالد عبد القادر.