قسم العباداتباب الصيام

استخدام التحاميل للصائم

مسألة رقم 126

صورة المسألة

قد يصاب الإنسان بأعراض يلجأ معها إلى وضع التحاميل في الدبر لأغراض طبية، كتخفيف آلام البواسير، أو خفض درجة الحرارة، وغيرها، وكذلك قد تلجأ المرأة إلى أن تضع في المهبل تحاميل لبوس، أو غسول، أو منظار مهبلي. فما أثر استخدام هذه التحاميل ونحوها على الصائم؟

حكم المسألة

تكلم الفقهاء السابقون عن أثر تقطير المرأة في قبلها على صحة الصيام، وقد اختلفوا في هذه المسألة على قولين([1]):

القول الأول: أن المرأة إذا قطرت في قبلها مائعا لا تفطر بذلك. وإليه ذهب المالكية، والحنابلة.

واستدلوا بأن فرج المرأة ليس متصلا بالجوف، وبأنه في حكم الظاهر.

 

القول الثاني: أن المرأة إذا قطرت في قبلها مائعا فإن صومها يفسد. وإليه ذهب الحنفية والشافعية.

واستدلوا بأن لمثانة المرأة منفذا يصل إلى الجوف، كالإقطار في الأذن.

وعلى هذا الخلاف يتخرج الكلام عن مسألة استخدام التحاميل ونحوها للصائم، فعلى القول الأول لا بأس بذلك ولا يؤثر على صحة الصيام، وهذا هو ما أقره مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي رقم: 93 (1/10) بشأن المفطرات في مجال التداوي: – الأمور الآتية لا تعتبر من المفطرات: وذكر منها: -ما يدخل المهبل من تحاميل (لبوس)، أو غسول، أو منظار مهبلي، أو إصبع للفحص الطبي.

وبه أفتى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، حيث يقول: -لا بأس أن يستعمل الصائم التحاميل التي تجعل في الدبر إذا كان مريضاً، لأن هذا ليس أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنما حرم علينا الأكل أو الشرب، فما كان قائماً مقام الأكل والشرب أعطي حكم الأكل والشرب، وما ليس كذلك فإنه لا يدخل في الأكل والشرب لفظاً ولا معنى، فلا يثبت له حكم الأكل والشرب

وعلى القول الثاني فإن استخدام هذ التحاميل ونحوها يفسد الصيام.


([1]) بدائع الصنائع (2/93)، مواهب الجليل (2/422), حاشيتا قليوبي وعميرة (2/73)، شرح منتهى الإرادات (1/489).

المراجع

1. مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدولي ع:10 (2/289).
2. مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين (19/205).
3. مفطرات الصيام المعاصرة للخليل ص(81).

مسائل ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى