يستخدم كثير من الرجال والنساء أنواعا من مثبتات الشعر المشهورة باسم (جِيل GEL)، وهي مادة لزجة مكوناتها الرئيسة عنصر الماء والكحول ومواد مطرية ومواد مثبتة ومواد حافظة، وقد يدخل في تصنيعها الجيلاتين الحيواني، وتزول بمجرد غسلها بالماء، فهل يجوز المسح عليها؟
لا خلاف بين العلماء في جواز الغسل وصحته مع وجود المثبتات على الرأس؛ لأن مادتها تتحلل بمجرد ملاقاتها للماء.
واختلفوا في جواز المسح عليها في الوضوء، ولهم في ذلك اتجاهان:
الأول: جواز المسح عليها، وهو اختيار ابن عثيمين([1]).
ودليله: ما ثبت عن النبي ﷺ من تلبيده شعره وهو محرم، [البخاري (1725) ومسلم (1229)]، وهذا مثله.
وأجيب عنه: بأن فعل النبي ﷺ كان للحاجة والضرورة، وقد حمله على ذلك جماعة من العلماء، وفعل الناس اليوم لأجل الترفه والزينة.
قالوا: ثم إن التلبيد من أفعال المحرم القارن، وهو خاص به، ويشهد لهذا أن النبي ﷺ علّل عدم تحلله من إحرامه حين أمر أصحابه بذلك بقوله حين سألته حفصة بنت عمر رضي الله عنهما: (يا رسول اللهِ، ما شأن الناس حَلّوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك؟ قال: إني لبَّدْت رأسي وقلَّدت هَديِي، فلا أحِلُّ حتى أنحَر) [البخاري (1725) ومسلم (1229)].
الاتجاه الثاني: عدم جواز المسح عليها، وبه أفتت بعض لجان الفتوى
ودليله: أن الجل ذو جرم وكثافته عالية، فهو يغطي شعر الرأس وبصيلاته، وبذلك لا يصل الماء إلى الشعر عند مسحه في الوضوء، والمسح عليه كالمسح على حائل، فلا يصح الوضوء مع وجوده.
1. الشرح الممتع، محمد بن صالح العثيمين، (1/196).
2. فتاوى الشيخ ابن عثيمين (17/21).
3. فتاوى اللجنة الدائمة، (4/70).
4. النوازل في الطهارة والصلاة، باسم القرافي (245).